يبدو أن تنظيمات الإرهاب بمنطقة الساحل والصحراء تبحث عن منفذ لتقديم الدعم إلى جبهة البوليساريو الانفصالية في معركتها ضد الجيش المغربي بالصحراء. فقد كشفت تسجيلات صوتية وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، اطلعت عليها هسبريس٬ أعضاء تنظيمات جهادية، من البوليساريو ومن دول أخرى٬ يعلنون دعمهم لميليشيات الجبهة الانفصالية. وظهر شخص صحراوي يحمل اسم عثمان عبد المولى في شريط فيديو تحت عنوان "الويل للغزاة.. لقد جاؤوا أولاد الصحراويات"، وهو يوجه رسائل إلى المغرب تنهل من التطرف العنيف. وأضاف المتطرف ذاته أن عددا من الموالين لجبهة البوليساريو مستعدون لوجستيا وبدنيا ونفسيا، وجاهزون لتنفيذ أعمال ارهابية٬ مضيفا "لن نعود إن شاء الله إلا بالحسنين؛ الوطن أو الشهادة". ودعا تسريب صوتي من ليبيا أبناء الصحراء إلى "الجهاد والدفاع عن أرضكم وعرضكم.. لا رجوع لا رجوع"٬ كاشفا أن أبناء القبائل الليبية تقف إلى جانب جبهة البوليساريو. وتابع قائلا: "لو كانت المسافة قريبة ندعمكم بالسلاح والرجال٬ لكن الله غالب". وحث ميليشيات الجبهة على "الثبات والجهاد"، مضيفا "لا خوف لأن الموت علينا حق". كما كشف تسريب صوتي آخر عن وجود تنسيق بين متطرفين من اليمن وعناصر من البوليساريو٬ وقال أحد المتطرفين في هذا الفيديو إنه يتمنى النصر للانفصاليين في معركتهم ضد "العدو"، وأن "يلم شملهم قريبا في الصحراء". وكشفت مصادر متطابقة عن وجود أصداء من مالي وليبيا واليمن داعمة لجبهة البوليساريو٬ بعضها يحمل "نبرة جهادية". وظهر متطرفو البوليساريو مباشرة، بعد التطورات التي وقعت في معبر الكركرات وتبادل إطلاق النار٬ حيث أظهرت التسريبات الصوتية أن هؤلاء يبتغون ما يسمونه "إحدى الحسنيين في الأراضي المغربية"، ويتوسمون الشهادة بخطاب "جهادي" ينهل من قاموس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وكشفت معطيات رسمية سابقة عن التحاق مئات من جماعة البوليساريو المسلحة بصفوف "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي و"داعش" فيما بعد. وأوضح عبد الحق الخيام٬ مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية٬ في تصريح سابق٬ أن الارتفاع المفاجئ للعمليات الإرهابية المنفذة، سواء بليبيا أو تلك التي تم التخطيط لها في هذا البلد وتم ارتكابها بكل من تونسومالي من قبل الجماعات الإرهابية، مصدرها ليبيا التي أضحت مركز استقطاب للجهاديين المتحدرين من المنطقة المغاربية، ومن جماعة البوليساريو.