قال مصطفى الخلفي، رئيس لجنة الصحراء المغربية التابعة لحزب العدالة والتنمية، إن تدخل القوات المسلحة الملكية الأخير في معبر الكركرات أنهى توهّم الانفصاليين بأن النزاع المفتعل في الصحراء المغربية سيُحلّ بالسلاح. واعتبر الخلفي، في كلمة ألقاها في افتتاح مهرجان خطابي رقمي نظمه حزب العدالة والتنمية، مساء الأحد، بخصوص عملية تأمين معبر الكركرات، أن التدخل العسكري المغربي أسّس لمرحلة جديدة في المنطقة، نحّت خيار حسم النزاع بالسلاح كما كان يتوهم الكيان الانفصالي، ما سيمهّد الطريق لحلّ سياسي، قائم على الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب. وأردف وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأسبق بأنّ المرحلة الجديدة التي أسّس لها تدخل القوات المسلحة الملكية، لتطهير المعبر الحدودي بين المملكة وموريتانيا، "ستُنهي مسألة تصدير أزمات الانفصاليين إلى الكركرات أو إلى المحبس أو تيفاريتي وغيرها". وتابع القيادي في حزب العدالة والتنمية بأن الرسالة التي بعثها "زعيم الجبهة الانفصالية" إلى الأمين العام للأمم المتحدة، عقب التدخل العسكري المغربي، هي "إقرار بالهزيمة"، لافتا إلى أن المغرب سيواصل، تزامنا مع حزمه العسكري ميدانيا، عمله على الجبهة الدبلوماسية لجعل الصحراء منطقة استقرار وسلام وأمن. وأضاف الخلفي: "ما شهدناه هو إعلان عن مرحلة جديدة في تاريخ القضية الوطنية، فقد كنا إزاء عبث انفصالي واستفزاز يائس من طرف الانفصاليين، وجاء الحل الجذري الذي أوجب إقامة جدار رملي سيتمد على طول معبر الكركرات، من أجل تأمين دائم لحركة مرور الأفراد والبضائع". الخلفي شدد على أن المرحلة الجديدة التي وضع أسسها تدخل القوات المسلحة الملكية تقتضي التعبئة لها، لوضع حد نهائي للنزاع المفتعل، بعد النتائج التي تمخّضت عن فعالية الجبهة الدبلوماسية، التي أثمرت سحْبا دوليا للاعتراف بالكيان الانفصالي، ودعم الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية، وترسيما جديدا للحدود البحرية، والعودة إلى الاتحاد الإفريقي. واستطرد المتحدث ذاته بأن "عبث الانفصال شرق الجدار الرملي في الصحراء المغربية انطلق قبل خمسة عشر عاما، لكن المغرب اعتمد سياسة صبورة وإستراتيجية أثمرت، لأول مرة، إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب البوليساريو بالانسحاب من الكركرات". رئيس لجنة الصحراء المغربية التابعة لحزب العدالة والتنمية لفت إلى أن الموقف المغربي الأخير، بالتدخل العسكري لإنهاء عبث الانفصاليين في معبر الكركرات، "ليس وليد اليوم، بل نتاج سياسة حكيمة استنفدت جميع المساعي الممكنة، وعندما اقتضى الأمر التصدي بحزم تم التدخل".