داقة طبول التموقعات الميدانية من جديد، فرضت تحركات جبهة "البوليساريو" في منطقة الكركرات تدخل الجيش المغربي لتحصين كافة الحدود الترابية وضمان سلاسة المرور بمعبر الكركرات، بعد أسابيع من العرقلة التي أوقفت المرور البري بين المملكة وموريتانيا. وإلى حدود اللحظة، استتب الأمن بمنطقة الكركرات بعد انسحاب عناصر "البوليساريو"، مع إقدامهم على تخريب بعض الطرقات وإحراق الخيام المنصوبة، أمام أعين "المينورسو"؛ ما جعل التدخل المغربي خاليا من التجاوزات التي تدعيها الأطراف الأخرى. ولأول مرة منذ وقف إطلاق النار، هاجمت جبهة "البوليساريو" منطقة المحبس كرد فعل على تدخل الجيش المغربي بمعبر الكركرات، وإعادة فتحه في وجه الحركة المدنية والتجارية، لترد عليها القوات المغربية بتدمير كافة الأدوات المهاجمة. ومن المرتقب أن تستمر تحرشات الجبهة بالمناطق الجنوبية على امتداد الأيام المقبلة، خصوصا أمام اشتغال "البروباغندا الإعلامية" على حشد مدنيين من تندوف ورغبة الانفصاليين في خلط الأوراق بعد الانتكاسات المتوالية. عبد الرحمان المكاوي، الخبير المغربي في الشؤون العسكرية، أورد أن عملية القوات المسلحة المغربية تندرج ضمن العمليات الشرطية، فهي ليست قتالية أو هجومية؛ بل هي حركة قام بها نخبة من الدرك الحربي مسنودا بالجيش، لتأمين مرور السلع والأشخاص. وأضاف المكاوي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن المغرب أقام حزامه الأمني وعناصر الجبهة فرت بعد حرقها الخيام، مسجلا أن العملية احترمت القانون الدولي الإنساني بحذافيره، وتحت أعين قوات "المينورسو" التي وثقت الحدث. وأوضح الخبير المغربي أن الجبهة خرقت اتفاق وقف إطلاق النار، ويرتقب أن تتمادى في الأمر على طول الجدار الأمني المغربي؛ لكن الجيش المغربي وضع نفسه في حالة استنفار قصوى، ومستعد لكافة المناوشات التي قد تصدر عن الأطراف الأخرى. وأشار المكاوي إلى أن الجيش المغربي له خبرة واسعة، تمتد على 16 سنة، في ما يسمى بحروب الصحراء. كما مكنته جولاته الداخلية والخارجية والعتاد المهم من اكتساب مقومات جيدة، مسجلا أن الجيش معادلة ثابتة في وجه الاستفزازات.