كشف مصدر من عين المكان لجريدة هسبريس الإلكترونية حقيقة المغالطات التي تروجها جبهة البوليساريو والإعلام الجزائري بخصوص تدخل القوات المسلحة الملكية لتأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات التي تربط المغرب بموريتانيا. وأكدت مصادر هسبريس أن التدخل الذي جرى في الصباح الباكر من اليوم الجمعة، تم تحت أعين أفراد بعثة "المينورسو" ووثقته عدسات منظمة الأممالمتحدة كدليل قاطع يفند جميع المزاعم اللاحقة التي تروجها الجبهة الانفصالية. وشدد مصدرنا على أن هذا التدخل كان بدون نية عدوانية أو هدف قتالي لإطلاق النار، موردا أن عناصر البوليساريو المعتصمين قاموا ب "إضرام النار في الخيام وحرق ممتلكاتهم وإخلاء المكان، باستثناء ستة خيام ظلت بمكانها بعدما هربوا مسرعين". وبمجرد بداية التحرك المغربي نحو معبر الكركرات، "عمد عناصر البوليساريو إلى تهريب النساء أولاً عبر سيارات رباعية الدفع قبل اللحاق بهن"، وفق معطيات حصرية لهسبريس. ويروج من يسمى "سفير" البوليساريو بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، معطيات كاذبة يزعم من خلالها أنه "تم إطلاق النار من قبل الجيش المغربي داخل المنطقة العازلة"، وهو التصريح الذي تناقلته وسائل إعلام جزائرية بشكل واسع. وتحاول جبهة البوليساريو الترويج لوقوع اشتباكات بين عناصر القوات المسلحة الملكية وأفراد من ميليشيات البوليساريو، للتغطية على فرار المعتصمين بمجرد بداية التحرك المغربي نحو معبر الكركرات. وأكدت وزارة الخارجية، في بيان رسمي، أنه "أمام الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات البوليساريو في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، قرر المغرب التحرك، في احترام للسلطات المخولة له، وذلك بمقتضى واجباته وفي انسجام تام مع الشرعية الدولية". وشددت الوزارة في بلاغ لها على أن المملكة المغربية بعد أن التزمت بأكبر قدر من ضبط النفس أمام استفزازات ميليشيات "البوليساريو"، لم يكن أمامها من خيار آخر سوى تحمل مسؤولياتها من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري. وتابع المصدر ذاته بأن المملكة المغربية كانت قد نبهت في حينه الأمين العام للأمم المتحدة وكبار المسؤولين الأمميين وأطلعتهم بانتظام على هذه التطورات الخطيرة للغاية، مبرزا أن المغرب طلب أيضا من أعضاء مجلس الأمن والمينورسو، وكذا عدة دول جارة، أن يكونوا شهودا على هذه التحركات. وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم الجمعة، أن القوات المسلحة الملكية أقامت، ليلة الخميس-الجمعة، حزاما أمنيا من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات، التي تربط المغرب بموريتانيا. وشدد البلاغ على أن هذه العملية التي "ليست لها نوايا عدوانية"، وأنها "تتم وفق قواعد التزام واضحة، تقوم على تجنب أي احتكاك مع أشخاص مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي".