توفي النقيب والمحامي محمد مصطفى الريسوني، الرئيس السابق لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، بعد وعكة صحية ألمت به فور عودته من مهمة رسمية بإحدى الدول الإفريقية قبل أشهر، حيث التقط فيروسا ألزمه الفراش، وسيوارى جثمانه الثرى بعاصمة البوغاز، وبالضبط بمقبرة المجاهدين، وفق ما أورده أقرباء الراحل لجريدة هسبريس. وولد الراحل، وهو ابن الزاوية الريسونية، بمدينة تطوان في ربيع 1939، ثم انتقل إلى مدينة طنجة ليعيش في كنف بيت خاله العلامة عبد الله كنون، الرئيس السابق لرابطة علماء المغرب، فكانت بداية تعلمه بالمدارس الابتدائية لطنجة، قبل العودة إلى ثانويات الحمامة البيضاء، ويعرج بعد ذلك على مدينة الرباط لدراسة القانون بجامعة محمد الخامس، فكانت الخطوة الأولى في درب التعمق في الدراسات القانونية، ومنها إلى مهنة المحاماة سنة 1961 بمدينة طنجة. وترأس النقيب محمد مصطفى الريسوني هيئة المحامين بطنجة سنة 1977، وشغل مهمة الكاتب العام لجمعية هيئات المحامين بالمغرب من 1985 إلى 1997، ثم رئيسا لها سنة 1997. كما كان عضوا بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وترأس به لجانا عدة، وحاز عضوية هيئة التحكيم المستقلة للتعويض عام 1999، وعضوية هيئة الإنصاف والمصالحة عام 2004. وإلى جانب انشغالاته القانونية والحقوقية، عرف الراحل بنضاله الحداثي المتفتح على كل مشارب الفكر الكوني متعدد المرجعيات، ما أهله لمزج الموروث الفقهي بالقوانين المدنية الحديثة.