سعياً إلى إنفاذ حزمة التدابير الحكومية المُتّخذة على مستوى الدارالبيضاء الكبرى، بدءًا من الأحد على الساعة التاسعة ليلاً، رفعت السلطات الأمنية بالجهة الاقتصادية للمملكة درجة التأهب في مختلف العمالات، من خلال تكثيف الإجراءات في "المناطق الموبوءة" لمحاصرة تفشي "كوفيد-19". وبعد تشديد السلطات الأمنية المراقبة على مداخل ومخارج المدينة، صباح الأحد، تأهّبت ولاية أمن الدارالبيضاء، مساء اليوم ذاته، من أجل الحرص على أجرأة قرار حظر التجول الليلي، المحدد في الساعة التاسعة ليلاً، والذي سيمتد أربعة أسابيع، حتى تتمكن المصالح الإدارية المعنية من التحكّم في المؤشرات الصحية المقلقة. وتجمعت مختلف الفرق والتشكيلات والوحدات الأمنية في مقر ولاية الأمن بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، بدءًا من الساعة السابعة مساءً، حيث تمّ إعطاء التعليمات اللازمة إلى العناصر الميدانية التي ستسهر على تطبيق إجراءات حظر التجول الليلي طيلة الأسابيع المقبلة. وبهذا الصدد، قال عبد الله الوردي، والي أمن الدارالبيضاء، إن "السلطات الأمنية ستسهر على تنزيل التعليمات المتوصل بها بشكل صارم، من أجل الحد من تفشي فيروس "كورونا المستجد"، بعدما سجلت المدينة أرقاما مهولة، لا سيما ما يتعلق بمؤشرات الوفيات". وأضاف الوردي، الذي كان يتحدث أمام عناصر الأمن، مساء الأحد، أن "المديرية العامة للأمن الوطني وضعت مجموعة من اللبنات الأساسية قصد مراقبة الوضع العام، من خلال إغلاق المقاهي والمطاعم في الساعة الثامنة مساءً، ومنع التجول في التاسعة مساءً بالنسبة إلى الراجلين والمركبات والدراجات، ولن يُسمح بالتنقل سوى للضرورة القصوى". وأوضح المسؤول الأمني ذاته أن "المرحلة تستدعي تضامن عموم المواطنين مع المصالح الساهرة على إنفاذ القانون، حتى نحدّ من تفشي الوباء، الذي ينتشر بشكل محوري في التجمعات العمومية، سواء بالشوارع أو نقاط اللعبّ، وغيرهما من الأماكن". ومع حلول الساعة الثامنة مساءً شرعت مختلف الفرق الأمنية في تنزيل التوجيهات الحكومية، عبر تنبيه بعض المقاهي والمطاعم إلى احترام توقيت الإغلاق المحدد من قبل السلطات المحلية، ومطالبة المواطنين بلزوم منازلهم قبل موعد حظر التجول الليلي. وهكذا، شرعت مختلف المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية في إغلاق أبوابها قبيل التوقيت المعلن عنه، كما عاينت ذلك هسبريس، بينما قامت السلطات الأمنية بتحذير تلك التي تأخرت في الإغلاق من تطبيق التدابير الزجرية المنصوص عليها في قانون حالة الطوارئ الصحية. ودفع تطبيق المقتضيات القانونية من لدن الوحدات الأمنية المواطنين إلى دخول منازلهم، حيث خفّت الحركة بدءًا من الساعة السابعة مساءً، ثم تسارعت وتيرة مرور الوحدات الأمنية بالشوارع والأحياء في الساعة الثامنة مساءً، وسط التزام كبير من المواطنين في اليوم الأول من دخول مرحلة تشديد الإجراءات. وفي منطقتيْ المعاريف وآنفا بدأ السكان يتسابقون من أجل ركوب وسائل النقل في ظل الاستنفار الأمني القائم بالمدينة، بعدما أكدت السلطات الإدارية المعنية أن حافلات النقل العمومي وعربات "الطرامواي" ستتوقف في الساعة التاسعة مساءً من كل يوم. وبعدما تجاوزت عقارب الساعة التاسعة مساءً، انعدمت الحركة المعتادة في القطب المالي للمملكة، وهو ما عاينته هسبريس في نقاط مختلفة، خصوصا مركز الدارالبيضاء، باستثناء بعض الحالات المعدودة التي كانت تدلف مسرعة إلى منازلها.