لم يعد سكان العاصمة الاقتصادية يتعاملون مع فيروس "سارس-كوف 2" بطريقة تعاملهم نفسها إبان "الحجر الصحي"؛ إذ ساد "التراخي" وسط المواطنين منذ أشهر، بدءا من فصل الصيف، وما صاحبه من "تخفيف" الإجراءات الصحية المتبعة في بعض المقاهي والمطاعم. ورغم الحملات المسائية التي تقودها السلطات المحلية، إلا أن السلوك المنتشر في تلك المطاعم قد يعرّض "البيضاويين" لفيروس "كورونا" المستجد، في ظل حرص المصالح الإدارية المعنية على الالتزام الصارم بتوقيت الإغلاق، بينما لا تُمنح الأولوية للتأكد من توفر شروط الوقاية. وخلال المعاينة الميدانية التي قامت بها هسبريس في مجموعة من المقاهي والمطاعم بالدارالبيضاء، تبين أن إجراءات التشديد التي اتخذتها السلطات المحلية تضعف يوماً بعد يوم، بعدما فقدت الحملات اليومية وهجها، بسبب "تطبيع" "المجتمع البيضاوي" مع الوباء. والمراقب لواقع تلك المحال، سيجد أن جلّ العاملين في المطبخ الداخلي، أو المكلفين بتقديم الأطعمة والمشروبات للزبناء، لا يضعون أقنعة واقية على وجوههم، أو يكتفون بارتدائها تحت الذقن تخوفاً من قدوم أحد المسؤولين المحليين. وهكذا، تغيب الكمامة الواقية لدى العاملين في تلك المطاعم من جهة، ولا يتم إلزام الزبناء بارتدائها من جهة ثانية، فضلا عن انعدام مواد التعقيم، ما يجعل فيروس كورونا المستجد يتربص بهذه الفئات المجتمعية، وهو ما من شأنه أن يضاعف أعداد المصابين بالوباء. كما لا يلتزم عدد من عمال توصيل الوجبات إلى المنازل أيضا بالتدابير الصحية الموصى بها، من ارتداء للكمامة الواقية وتعقيم لليدين بشكل دوري. كما عاينت هسبريس مصافحة هؤلاء العمال لبعضهم البعض قرب أحد المطاعم في منطقة "المعاريف" بالعاصمة الاقتصادية. وألزمت السلطات المحلية جميع المقاهي والمحال التجارية الكائنة في الدارالبيضاء بإغلاق أبوابها على الساعة الثامنة مساء، بينما حددت التاسعة ليلاً للمطاعم للإغلاق، ثم يُفرض حظر التجوال الليلي بدءا من الساعة العاشرة ليلاً إلى حدود الخامسة صباحا. ولوحظ التزام واضح من قبل هؤلاء بتوقيت الإغلاق المحدد، بعد سلسلة من الحملات المكثفة التي خاضتها السلطات لما أصدرت الحكومة البيان التوضيحي الذي دق ناقوس الخطر بشأن الحالة الوبائية "المقلقة" في ظل ارتفاع الحالات الحرجة والصعبة بأقسام الإنعاش.