تعرف أرقام الوفيات جراء الإصابة ب"كوفيد 19"، خلال الأيام الماضية، ارتفاعا مضطردا؛ فيما يتوقع مختصون أن تزيد معدلات الارتفاع خلال المقبل من أيام. وفي هذا الإطار، توقع الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الطبية، أن تصل الوفيات جراء "كوفيد 19" خلال الأشهر الثلاثة المقبلة (نونبر ودجنبر ويناير) على التوالي إلى 1800 و4500 و8000 حالة وفاة، كما ستكون في فبراير بالقدر نفسه. وقال حمضي إن "الأرقام تتعلق بكل شهر على حدة، وليس بمجموع الوفيات منذ انطلاق الجائحة"، متوقعا انتهاء شهر أكتوبر عند 3500 حالة وفاة؛ فيما "سيكون إجمالي الوفيات اعتبارًا من 31 يناير 2021 سيكون حوالي 18000 شخص قد فقدوا أرواحهم، إذا سمح للوضع بالتطور كما هو الآن". وتابع المتحدث قائلا: "كنا عند وفاتين أو ثلاثة في اليوم، ثم عشرة، فيما نسجل اليوم حوالي خمسين حالة وفاة يوميا، وسننهي شهر أكتوبر بمتوسط 60 حالة وفاة:. ويعتبر المختص أن بلادنا ستسجل في نونبر المقبل، من خلال الحفاظ على نفس سلوك السكان والنظام الصحي والجهات الفاعلة الأخرى، ما معدله 75 حالة وفاة في اليوم لإنهاء الشهر بتسجيل 90 حالة وفاة في اليوم؛ فيما سنخسر ما معدله 150 شخصًا يوميًا في دجنبر المقبل، لتصل إلى 300 شخص في اليوم في يناير؛ وهو رقم لن يبدأ في التنازل حتى مارس. وقال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الطبية: "ولن يخفف من هذه الأرقام إلا التوافر الفعال للقاح آمن وفعال في يناير، وهو أمر مستبعد جدًا بالنسبة لنا في المغرب". وأردف الطيب حمضي: "هذه الوفيات ليست مجرد أرقام، إنها أرواح بشرية وأصدقاء وزملاء وأقارب... هذه ليست مجرد أرقام وإحصاءات، إنها مآس بشرية تؤثر على حياة ومستقبل الآلاف من الناس كل يوم ولسنوات عديدة مقبلة... هذه أرواح يمكننا إنقاذها، ووفيات يمكننا منعها". واعتبر المختص أن كل هذه الأرواح وكل هذه الخسائر الاقتصادية يمكن تلافيها بارتداء القناع واحترام المسافة وغسل اليدين بشكل صحيح وتهوية الأماكن المغلقة، وقال: "دعونا نفكر في الأمر كل صباح قبل أن نغادر منازلنا وعائلاتنا. ربما يمكننا إنقاذ الأرواح. حياة أناس عزيزين علينا وربما حياتنا أيضًا".