كشف عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل الدعم الموجه للفنانين الذي أثار نقاشا واسعا في المغرب، وذلك ضمن أسئلة للمستشارين، أغلبية ومعارضة، حول المعايير المعتمدة في توزيع الدعم العمومي على الفنانين. وقال الوزير الفردوس إن الوزارة تدرك حجم الأزمة التي يمر منها القطاع بسبب الجائحة، والدعم وجه للمشاريع الفنية وليس للفنانين، مبرزا أن رقم معاملات القطاع الفني والشغل في المجال تراجعا بنسبة 60 في المائة، بالتزامن مع القطاعات التي تتداخل مع القطاع الثقافي والتي تعاني من جانبها من الأزمة. الفردوس أكد أن الدعم يقدم لحاملي المشاريع الفنية الذين تم نشر أسمائهم بكل شفافية، موضحا أن كل "مشروع يقف وراءه بين 15 و20 شخصا، بين فنانين وغيرهم، لكن اللائحة التي تم نشرها تقتصر فقط على حامل المشروع وهو الفنان". وسجل المسؤول الحكومي أن الضجة أثيرت بسبب ربط الدعم بأسماء الفنانين رغم أن هذا الدعم سنوي منذ أزيد من 20 سنة، موردا أن "الدعم انطلق بالمسرح منذ 1998، حيث تم تخصيص 4 ملايين درهم، وبعدها الأغنية المغربية سنة 2009، بأقل من أربعة ملايين درهم، لكن سنة 2014 عرفت المنظومة تكاملا في الدعم شمل جميع المجالات". وفي هذا السياق، أبرز الوزير الفردوس أن من شروط الاستفادة من الدعم أن يكون 70 في المائة من فريق طالب الدعم متوفرين على بطاقة الفنان أو وصل البطاقة، كاشفا أن "المستفيدين من المشاريع تجاوز 2400 من حاملي البطاقة المهنية، حيث تمت مضاعفة المستفيدين ثلاث مرات مقارنة مع 2019، كما تم إيلاء أهمية لأصحاب المشاريع الذين لم يسبق لهم الاستفادة من الدعم، حيث إن 81 في المائة من المستفيدين خلال هذه السنة لم يستفيدوا السنة الماضية". وقال وزير الثقافة والشباب والرياضة إن الدعم يوجه للمشاريع عبر وضع شروط قانونية تقدم في شكل طلبات العروض، وهذه الآلية مهمة وتتجاوز المنطق السابق الذي كان يتم الاكتفاء بموجبه بالجلوس مع الوزير فقط، مشددا على أن "طلبات العروض منصوص عليها في دفتر التحملات التي تتضمن جميع الإجراءات المصاحبة للدعم". وفي الوقت الذي أكد فيه الفردوس أن الدعم جاء عبر صندوق مكافحة جائحة كورونا بالإضافة إلى صندوق العمل الثقافي، اعتبر أن "التساؤلات أثيرت حول الدعم الاستثنائي لأنه كان يفترض أن يتم إلغاء دعم الصندوق بالنظر لغياب المداخيل المرتبطة به، لذلك فإن الاستثناء لما تم بذل مجهود استثنائي من حيث المخصصات، وكذلك الفئة التي يتم دعمها". الفردوس شدد في هذا الصدد على أن اللوائح المستفيدة لا تضعها الوزارة، بل هناك لجان مستقلة عن الوزارة وتضم المشتغلين في المجال الفني والثقافي، موردا أن ظروف الجائحة فرضت الاحتفاظ باللجنة نفسها التي تم تعيينها السنة الماضية.