في ظل الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا على جل القطاعات، خصوصا قطاع الصناعة الثقافية، الذي تضرر بنسبة بلغت 66 في المائة، أعلنت وزارة الثقافة والشباب والرياضة، اليوم الثلاثاء، خريطة جديدة لدعم الفاعلين في قطاع الثقافة، من أجل تخفيف آثار الجائحة، ودعمهم، لاستعادة نشاطهم، في أقرب وقت. وتحدث، اليوم الثلاثاء، عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، أمام لجنة برلمانية، عن تفاصيل خطة إنقاذ قطاع الثقافة، التي بدأت بتسوية المستحقات في مجال النشر والكتاب للسنوات الماضية، منها ملفات، تعود إلى عام 2016، إذ بلغت 13.5 مليون درهم من المستحقات المأداة. وأوضح الوزير أنه تم إطلاق خطة لدعم استثنائي للنشر والكتاب من مؤلفين، وناشرين، وكتبيين ب11 مليون درهم، عن طريق اقتناء الكتب من المكتبيين، والناشرين لتوزيعها على الخزانات العمومية، ومرافق الوزارة، ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، ومراكز حماية الطفولة، وأضاف "سنشتري عشرات الآلاف من الكتب، منها الجديدة، ومنها ما يصل عمره إلى سنتين". وعن المجال الفني، قال الوزير إنه تم دعم الفنانين عن طريق مكتب حقوق المؤلفين، الذي قدم لهم، وللمبدعين المنخرطين فيه، إجراءات استثنائية عن طريق صرف توزيعات لفائدتهم بمبلغ 9 ملايين درهم، كما صرف في 15 يونيو الجاري، مسبق لكل التوزيعات المتبقية لما تبقى من عام 2020 بمبلغ 35 مليون درهم. وبالحديث عن وضعية السينمائيين، قال الفردوس إن القطاع عرف توقفا تاما للنشاط، لأزيد من خمسين شركة للإنتاج، وسجل خلال الجائحة إغلاق القاعات السينمائية، ما أخر خروج الأفلام، إلى جانب عطالة التقنيين، والفنانين، والمخرجين، والوضعيات المهنية كافة، سواء حاملي البطاقة المهنية، أو غير الحاملين لها، المنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، كما ألغيت عدد من المهرجانات السينمائية، وللتخفيف من الأضرار، قام المركز السينمائي المغربي بالحفاظ على الدعم المبرمج لعام 2020، لضمان استمرارية نشاط الإنتاج، وتسريع صرف المستحقات المتعلقة بمتأخرات دعم الإنتاج 6.5 مليون درهم. وحسب الوزير نفسه، فإن هناك برنامجا لتقديم دعم مالي استثنائي للقاعات السينمائية "لأن بعض المناطق تكون فيها القاعة هي مرفق الثقافة الوحيد في المدة، ومابغيناش أزمة كورونا تتسبب في إغلاق القاعات، التي أصبحت قليلة". وفي مجال المسرح، والموسيقى، والفنون، أكد الوزير أنه تم اتخاذ تدابير تسوية ملفات المشاريع الفنية، وصرف 80 في المائة منها ب22 مليون درهم لفائدة الفنانين، والفرق المستفيدة من الدعم برسم السنة الماضية، من أجل إنعاش المجال الفني. أما المآثر، والمتاحف، التي تضررت بشكل كبير من الجائحة، بسبب توقفها بشكل كامل، فقال الوزير الفردوس إن هذه المرافق الثقافية تحتاج إلى البحث عن موارد مالية جديدة، إذ سيتم العمل على رقمنة المتاحف، ليكون لكل متحف مقابله الافتراضي.