قال عثمان الفردوس وزير الثقافة والشباب والرياضة، إن الوزارة تدرك تماما حجم الأزمة التي يعاني منها قطاع الثقافة بسبب التوقف الاضطراري الذي فرضته الجائحة على مختلف الأنشطة. وأضاف الفردوس في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية، بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء، أنه حتى قبل الجائحة كانت متوسط إنفاق العائلات المغربية على الأنشطة الثقافية بالوسط الحضري في السنة لا يتجاوز 400 درهم. وأكد الفردوس أن الدعم وجه للمشاريع الفنية، وليس للفنانين شخصيا كما أشيع، مشيرا أن رقم معاملات القطاع الثقافي بالمغرب تراجع بنسبة 60 في المائة بسبب جائحة كورونا. وشدد على أن مناصب الشغل التي يخلقها القطاع تراجعت هي الأخرى بحوالي 61 في المائة، إضافة إلى الازمة التي تعانيها قطاعات لها علاقة مباشرة بالثقافة مثل السياحة. وأشار أنه لهذه الأسباب كان الدعم ضروريا ويندرج ضمن عمل وزارة الثقافة الذي يروم الترويج للثقافة المغربية. ولفت أنه وراء كل عمل فني هناك حامل لمشروع، هو الذي نشر اسمه في اللائحة التي كشفتها الوزارة بكل شفافية، موضحا أنه وراء كل حامل مشروع هناك عشرات الأشخاص المرتبطين به سواء كموسقيين وتقنيين ومسرحيين، بمعنى أنه لن يأخذ الدعم لوحده. وأضاف " مع الأسف في اللائحة التي نشرتها الوزارة قدمنا فقط حامل المشروع ولذلك وقع هذا اللغط والضجة". وشدد على أن منظومة الدعم التي وضعتها الوزارة عرفت تطورا ملفتا منذ سنوات، ويتعلق الأمر بدعم خاص بالمسرح وآخر بالأغنية المغربية، قبل أن تصبح هذه المنظومة متكاملة سنة 2014، وتشمل مجالات أخرى مثل الفنون الاستعراضية والتشكيلية والبصرية. وأبرز أن هذا الدعم كله يمر عبر طلبات عروض منصوص عليها في دفتر تحملات، مشددا أنه اختار هذا الإجراء منذ مجيئه على رأس الوزارة في أبريل الماضي، حتى تكون المسألة ديمقراطية وفيها القليل من المنطق، على حد تعبيره. وأكد أن وزارته عملت على تعبئة صندوق العمل الثقافي خلال هذه الجائحة، مشيرا أن هناك دعما حصل عليه 3700 شخص من الحاملين لبطاقة الفنان من صندوق "ّكوفيد مباشرة"، وهناك دعم آخر خصص للمشاريع الفنية خلال هذه الجائحة. وتابع " الدعم الثاني كان بشكل استثنائي وهذه الكلمة هي التي خلقت المشكل، علما أنني لم جئت للوزارة وجدت أن صندوق العمل الثقافي يعاني من عجز بأزيد من 140 مليون درهم لأن 99 في المائة من مداخليه هي عبارة عن عائدات سياحية تتأتى من ما يؤديه الزوار والسياح للمتاحف والمواقع الأثرية والتراثية". وأكمل بالقول "ما كان مطروحا هو إلغاء هذا الدعم، ومن أجل تجاوز هذا بذل مجهود كبير مع وزارة الاقتصاد والمالية لإيجاد موارد مالية من الميزانية لنحافظ على هذا الدعم حتى لا يلغى خاصة أننا نعيش على وقع أزمة". وزاد " أن هذا الدعم استثنائي من حيث المبلغ، وسيصرف مرة واحدة وليس اثنتين كما كان معمولا به في السابق، وتم رفع إلى 39 مليون درهم، وهو ارتفاع يشكل 30 في المائة، ووسعت قاعدة المستفيدين منه". وأوضح الفردوس أن عدد المستفيدين من الدعم تضاعف هذه السنة ثلاث مرات مقارنة مع 2019، مؤكدا أن الوزارة لم تضع أي لائحة مسبقة للمستفيدين من الدعم، مشيرا أن ثلاث لجان مستقلة عن الوزارة هي من تحدد المستحقين للدعم، وما قامت به الوزارة فقط هو الإعلان عن طلبات العروض عبر موقعها الفني، علما أن الفنانين الذين استفادوا من الدعم هذه السنة لم يحصلوا عليه في العام الماضي.