بعد الجدل الذي رافق الإعلان عن لائحة المشاريع الفنية الحاصلة على الدعم الاستثنائي لوزارة الثقافة، قال عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، إن سياسة دعم المشاريع الفنية "تظل مجهودا قابلا للتجويد والتطوير"، وأنّ الوزارة "تبقى منفتحة على الإنصات للمقترَحات البناءة"؛ لكن "الدعم عن طريق طلبات عروض مشاريع لا يمكنه أن يقوم مقام تعميم التغطية الاجتماعية"، التي أعلن عنها ملك البلاد. ويأتي هذا التّوضيح بعد النقاش الواسع الذي أثاره الإعلان عن لائحة المشاريع المدعّمة، والذي وصل إلى حدّ احتجاج موسيقيّين أمام مبنى وزارة الثقافة بالرباط، بعد أخذ وردّ مكتوبين ومصوَّرين من فاعلين من بينهم فنانون، اتخذ عقبه الفنانان نعمان لحلو وسعيد موسكير قرار التخلي عن دعمهما. ويقول الوزير إنّ سبب نشر نتائج طلبات عروض المشاريع على موقع الوزارة هو أن الشفافية "تعتبر من شروط العمل العمومي"، ولأنّ "الولوج إلى المعلومة يعتبر حقا مكفولا للمواطنين". ويسجّل الفردوس أنّ "الضربة القوية التي تلقاها النشاط الثقافي من الجائحة تركت الكثير من الفنانين بدون أي وجهة ولا أفق في الرعاية أو الاحتضان"، ويضيف: "التدابير الأفقية التي تم إرساؤها بفضل صندوق "كوفيد-19" مكنت، بالفعل، أكثر من 3700 من حاملي بطاقة الفنان، القديمة أو الجديدة، من الاستفادة من نظام التضامن "كوفيد"، لحاملي بطاقة راميد وللمشتغلين في القطاع غير المهيكل، أي بنسبة قبول بلغت 70 في المائة". ويستدرك الوزير الفردوس قائلا: "لكن حجم الأضرار، التي لحقت القطاع الفني بسبب فيروس "كورونا"، دفع الوزارة إلى تعبئة الصندوق الوطني للعمل الثقافي لإطلاق طلبات عروض المشاريع الفنية كدعم استثنائي". ويوضّح وزير الثقافة والشباب والرياضة أنّ هذا قد تمّ من خلال "التكييف المدرج في دفتر التحملات لمواجهة إكراهات منع التنقل والتجمعات، والتي لها تداعيات إدارية كان من الواجب استباقُها"، إضافة إلى "تضاعف عدد المشاريع المرشحة ثلاث مرات سنة 2020"، وتضاعف بلغ ثلاث مرّات في عدد المشاريع المستفيدة، مقارنة بالسنة الماضية، بغلاف مالي كلي بلغ 37 مليون درهم. ويذكّر الفردوس بأنّ دفتر التحملات المنشور في شهر يونيو 2020 قد "أكد بوضوح على أولويتين للانتقاء بالنسبة للجان الثلاث، في المسرح، الموسيقى، الفنون التشكيلية، هما: "إيلاء أهمية خاصة للمشاريع التي يشارك فيها عدد مهم من حاملي بطاقة الفنان غير الموظفين، بمعدل عشر مستفيدين لكل مشروع موسيقي أو مسرحي، إضافة إلى الفنانين الذين وضعوا طلباتهم للحصول على البطاقة حيث تم قبول وصل الإيداع كذلك، لكسب الأهلية للدعم"، و"إيلاء أهمية خاصة لحاملي المشاريع الذين لم يسبق لهم أن استفادوا من الدعم؛ لأنّ أكثر من 80 في المائة من أصل 459 حاملا لمشروع مدعم سنة 2020 لم يستفيدوا من دعم 2019".