اختراع علمي جديد يحمل بصمة مغربية يرتقب أن تتسابق عليه كبريات الدول العالمية، بعد أن نجح مفجر "ثورة البطاريات" في اختراع تقنية جديدة تُمكن من شحن بطاريات السيارات الكهربائية في مدة قصيرة. وتفوق رشيد اليزمي، الذي حُرم من الحصول على جائزة نوبل سنة 2019، على شركة "تيسلا"، وهي أكبر شركة في العالم للسيارات الكهربائية؛ إذ تتيح تقنيته الجديدة شحن بطارية السيارات الكهربائية في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة عوض ساعة المعمول بها حالياً في عدد من دول العالم، ومن بينها أمريكا. وطنية المخترع المغربي المستقر حاليا في سنغافورة دفعته إلى عرض اختراعه الجديد على بلده المغرب قصد استغلاله والاستثمار فيه بهدف خلق مناصب الشغل وتشجيع الشباب على البحث والابتكار، لكن اليزمي أكد أنه في حالة لم يطلب المغرب استغلال هذه التقنية ستؤول إلى دول أخرى مثل الصين، ودول أوروبا وأمريكا الشمالية. سيكون من المؤسف مرة أخرى أن تُترك اختراعات مغربية تغزو الأسواق العالمية بدون استفادة المملكة منها أو تطويرها لتصبح بداية انطلاق حقيقية للبحث العلمي والصناعي بالمغرب، بل إن الحكومة مطالبة بالتفاوض مع اليزمي وأمثاله كثر بالخارج حتى يعودوا إلى المملكة أو على الأقل الاستفادة من تجاربهم، في وقت تعاني فيه البلاد من فراغ على مستوى الأطر والكفاءات الحقيقية. ومن المؤسف أيضاً أن يعلن رشيد اليزمي، وهو مُخترع شريحة الليثيوم التي تُعتبر اليوم من المكونات الأساسية لبطاريات الهواتف النقالة، بشكل صريح، عن وجود عراقيل في المغرب تمنع من وصول اختراعاته إلى البلاد. العراقيل التي تحدث عنها العالم المغربي تجد أمثالها لدى كثير من المخترعين المغاربة، وأبرزها التمويل والدعم والمواكبة لمشاريعهم، وهو ما يدفع أغلب هؤلاء، ومنهم عباقرة وعلماء، إلى طرق أبواب الخارج الذي يسارع إلى احتضانهم وتوفير جميع الإمكانيات لهم. ويعد رشيد اليزمي واحداً من الأدمغة المغربية بالخارج، ويعمل مديرا للأبحاث بالطاقة المتجددة في جامعة "نان يانغ" للتكنولوجيا في سنغافورة. ونشر اليزمي أكثر من 250 ورقة بحثية في مجاله، وهو مدرج في أزيد من 70 براءة اختراع شهيرة في مجال بطاريات الليثيوم، ونال الكثير من الجوائز الدولية المرموقة من مؤسسات عدة، مثل إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا).