منذ انطلاق جائحة كورونا وبداية فرض وضع الكمامات بدأ الكثيرون يشككون في تأثيرها على الصحة، ويعتقدون أن وضعها لمدة طويلة يساهم في امتصاص نسب كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون؛ إلا أن مختصين ينفون ذلك، مؤكدين أنه ليس لها أي تأثير سلبي. في هذا الإطار أكد جمال الدين البوزيدي، أخصائي الأمراض التنفسية، أن وضع الكمامة لمدة طويلة لا يخلف أي أضرار سلبية على الصحة، وأن الاعتقاد بكونه يساهم في امتصاص أكبر لثاني أوكسيد الكربون خاطئ، وتابع: "في تقاليدنا كانت النساء يرتدين النقاب، والناس في المناطق الصحراوية وسوس وغيرها يتلثمون ولا يقع لهم شيء، كما أن الأطباء لسنوات وهم يرتدون الكمامات دون أن تؤثر عليهم". وأفاد البوزيدي بأن دراسة بريطانية أثبتت أن نسبة الأوكسجين التي تكون في الدم وتصل إلى المخ هي نفسها سواء عند ارتداء الكمامة أو نزعها، مفيدا بأنه يجب أن تكون هناك مرونة في التعامل مع وضعها، وزاد موضحا: "في الهواء الطلق وعند الابتعاد عن الناس يمكن إزالتها، لكن في الأماكن المكتظة لا بد من ارتدائها". ونبه المختص ذاته إلى أن "العدوى تتضاعف عشر مرات في الأماكن المغلقة، وهو ما يؤدي إلى ظهور بؤر صناعية أو منزلية"، مفيدا بأن "العدوى ونسبتها تتحكم فيها أربعة عوامل: هل المكان مغلق، مدة التعرض للفيروس، وهل الشخص حامل للكمامة أو لا، والتباعد"، مشددا على أنه "كلما اختل عنصر تزيد نسبة الإصابة". وأردف البوزيدي: "لا يجب الانصياع إلى دعايات لا أساس علميا لها"، مشيرا إلى أنه "حتى بالنسبة للحساسية من نوع القماش المصنوعة منه الكمامة فلا تكون منتشرة ولا تتعدى نسبة الأشخاص المصابين بها 2 إلى 5 بالمائة"، متابعا: "هؤلاء يمكنهم تغيير نوع القماش". ومنذ ظهر فيروس كورونا في المغرب كان تعامل المغاربة مع الكمامة موسوما بالارتباك والتردد. ورغم أن حُزمة العقوبات التي أقرتها السلطات في حق المخالفين لقرار ارتداء الكمامة تتضمن غرامات تصل إلى 1300 درهم، وقد تمتد إلى السجن، فإن نسبة كبيرة من المواطنين مازالوا يَعتبرون الكمامة أمرا ثانويا، إما بتجاهل حملها كلّيا، أو وضعها تحت الذقن، واللجوء إليها عند المراقبة لتفادي العقوبة.