تواصل الناشطة الانفصالية أمينتو حيدر حملاتها العدائية ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية؛ فقد أعلنت عزمها على الاستمرار في "النضال" ضمن "الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي" التي تتزعمها رغم فتح السلطات المغربية بالعيون لبحث قضائي في الموضوع. واختارت الناشطة الانفصالية وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية للرد على حملة الاستنكار الواسعة من قبل الرأي العام الوطني المغربي بخصوص تأسيس الهيئة المعادية للمغرب، وهو ما يفسر دعم الجزائر لها ولتحركات انفصاليي الداخل. وهاجمت أمينتو حيدر، في تصريح مصور لوكالة الأنباء الجزائرية، وسائل الإعلام الوطنية المغربية وتنظيمات المجتمع المدني والحقوقي والأحزاب السياسية التي عبرت بشكل واضح عن رفضها لتأسيس ما يسمى ب"الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي". ووصفت الانفصالية ذاتها الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون ب"الوكيل العام لدى ملك دولة الاحتلال"، في ردها على البلاغ الرسمي الذي أمر بفتح بحث قضائي في حق المشاركين في المؤتمر التأسيسي ل"الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي" التي تتزعمها. وقالت أمينتو حيدر: "نحن مصرون داخل الهيئة على مواصلة معركتنا النضالية من أجل الحرية والاستقلال والدفاع عن كرامة الإنسان الصحراوي بكل ما أوتينا من قوة وبالطرق السلمية والمشروعة حتى نيل استقلال الصحراء"، بتعبيرها. وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون أعلن أنه سيترتب عن تأسيس "هيئة أمينتو حيدر" اتخاذ الإجراءات القانونية الملائمة "لحماية النظام العام وترتيب الجزاء القانوني على المساس بالوحدة الترابية للمملكة، بما يحقق الردع العام والخاص لضمان حماية المقدسات الوطنية". ويبدو أن هناك مخططاً منظماً من قبل الجزائر لزرع الاحتقان وتغذية الانفصال بالمنطقة قبل صدور تقرير مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري؛ إذ أجرى التلفزيون الجزائري، الخميس، حواراً مع زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، بخصوص التطورات الأخيرة. وأكد زعيم الانفصاليين ما سبق أن كشفته جريدة هسبريس الإلكترونية في مقال سابق، وقال إنه لا يستبعد تكرار "سيناريو إكديم إزيك في معبر الكركرات"، محذراً من أن "المساس بأي صحراوي من شأنه أن يدفع بالعودة إلى الحرب". وبعد التحركات العسكرية المغربية في معبر الكركرات الحدودي، وهو ما أثار الفزع داخل ميليشيات الجبهة، أوضح إبراهيم غالي قائلاً: "لسنا دعاة حرب، ولا نرغب في الرجوع إلى نقطة الصفر ولا نرغب في إراقة الدماء، لكن للأسف العالم اليوم أصبح يهتم عندما يرى دماء الأبرياء تسيل، وأخشى أن يدفع الشعب الصحراوي إلى هذا الخيار"، في تلويحه بخيار التصعيد بالكركرات رغم تحذيرات الأممالمتحدة. جدير بالذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة طالب، في وقت سابق، انفصاليي البوليساريو بعدم عرقلة حركة السير المدنية والتجارة المنتظمة بالمنطقة العازلة للكركرات، وذلك في رد فعل على استفزازات الجبهة بالمنطقة. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في تصريح للصحافة، إن منظمة الأممالمتحدة "على علم بدعوات" انفصاليي البوليساريو وأذنابها من ذوي السوابق الإجرامية للقيام بتظاهرات جديدة بالكركرات بهدف عرقلة حركة السير المدنية والتجارية. وأكد فرحان حق ضرورة عدم عرقلة حركة السير المدنية والتجارة المنتظمة، والامتناع عن أي إجراء قد يشكل تغييرا في الوضع القائم في المنطقة العازلة بالكركرات.