أثار اقتراح المفكر الإسلامي المقرئ الإدريسي أبو زيد، في إحدى محاضراته الدينية أخيرا، بتخصيص يوم وطني للاحتفال بالحياء والعفة بدل الانشغال بما لا يليق أخلاقا وشرعا، ردود فعل وتعليقات كثيرة من لدن عدد من المتابعين والمراقبين، بعضها جاء رافضا ومستهجنا لهذه الفكرة، فيما أشاد البعض الآخر بالمقترح لكونه يعتمد على أسس أخلاقية وواقعية. فساد الأخلاق والقيم الشيخ محمد الفزازي، أحد أبرز وأنشط الوجوه الدعوية والسلفية بالمغرب، قال في تصريحات خاصة بهسبريس إن ما تفضل به الأستاذ المقرئ أبو زيد من اقتراح يرمي إلى تخصيص يوم وطني للاحتفال بالحياء والعفة، يشي بالحسرة التي يحملها الأستاذ في قلبه ونحملها جميعا على شرف غير قليل من بنات المسلمين الذي بات يذبح على قارعة الطريق. والحق، يُكمل الفزازي، أن هذه الفكرة البسيطة من شأنها التذكير بما آلت إليه تصرفات بعض شبابنا ذكرانا وإناثا، بل ومن غير الشباب أيضا، متزوجين وغير متزوجين، من إباحية وتفسخ خلقي يندى له الجبين"، بحسب تعبير الفزازي. وبعد أن تساءل الداعية الإسلامي عن معنى أن نكون مسلمين إذا لم نلتزم بأخلاق هذا الدين، أبدى أسفه من رؤية جماهير الأمة قد بحت حناجرها في المظاهرات من أجل إسقاط الفساد وغيره، دون أن يلتفتوا في أغلبيتهم إلى فساد القيم وخرم المروءة وإشاعة الفاحشة، كأن هذا ليس من الفساد، مشيرا إلى أن بعضهم ممن هم رؤوس في الاحتجاجات ضد الفساد، لا يتورعون في الدعوة إلى الشذوذ الجنسي، والتمرد على شعائر الله تعالى وشرائعه. واستفاض الفزازي بالقول: "كانت آفة المجتمع الإسلامي قديما في خروج النساء إلى الأسواق من غير ضرورة وهن محجبات، وأصبح العري الآن، ليس فقط في الشواطئ صيفا، ولكن في كل مكان؛ حدائق ومنتزهات وأسواق ومكاتب ومركبات عمومية إلخ، حيث أصبحت المداعبات بين الذكور والإناث على مرأى ومسمع من الجميع، وأكثر من المداعبات... فلا ناه ولا منته". وأغرب ما في الأمر، يتابع المتحدث، أن يوصف المتدينون بالكبت، وباختزال المرأة في جسدها، واحتقارها وإهانة كرامتها، في الوقت الذي ضحك الذئاب على المرأة المسكينة وخدعوها بكل وسيلة حتى بات المجرمون يستثمرون الأرصدة الضخمة على حساب أنوثة النساء وعوراتهن. إشاعة الفاحشة وأفاد الفزازي بأنه لم يعد غريبا أن تجد الفتاة الجميلة المتزينة في كل محل تجاري وفي مكتب كل طبيب وكل محام وإدارة وغير ذلك، ما يدل على استغلال المرأة بشكل مفضوح جدا لا سيما في التلفزيون والمسرح ولوحات الإشهار...، فيسمون هذا حقوق المرأة، وكأن العوراء والعرجاء والقرعاء والذميمة من النساء... ليست امرأة. وأكد الفزازي أن حقوق المرأة في واقعها هي حقوق الأنوثة والغريزة والجمال، وليست حقوق المرأة من حيث هي إنسان له حقوق وعليه واجبات، قبل أن يتساءل " من يهين المرأة يا ترى؟، الذين يسعون إلى تعريتها واستغلالها جنسيا وتجاريا، أما الذين يريدون صيانة شرفها وعفافها والحفاظ على حيائها وحشمتها... مما سيعود على المجتمع كله بالخير العميم، فهؤلاء متزمتون وظلاميون إلى آخر الشنشنة...، وهو أسلوب آخر من أساليب استمالة الفتيات إلى حمأة الرذيلة والتفسخ الخلقي. وخلص الداعية إلى أن المسؤولية جسيمة في حق الجميع، علماء وحكاما ومؤسسات، لا سيما المساجد والمدارس والمنابر الإعلامية على اختلاف مستوياتها، وكل مجالات التأثير، قبل أن يذكر الذين يسعون في الأرض فسادا ويحبون نشر الفاحشة بقول الله تعالى: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة...".