تسابق دولي لإيجاد لقاح فيروس "كورونا" المستجد تمثّل في تسارع وتيرة إعلان اللقاحات التجريبية، على أمل إنهاء الأزمة الصحية التي تواصل حصد المزيد من الأرواح، إذ شرعت شركات الأدوية البارزة في إعطاء جرعات الأدوية التجريبية للمتطوعين في جلّ أنحاء العالم. تبعا لذلك، وقعت عشرات البلدان على اتفاقيات شراكة لتوفير اللقاحات المحتملة، خلال الأسابيع الأخيرة، إذ كشفت منظمة "أوكسفام" غير الحكومية احتكار الدول الغنية نصف الجرعات المستقبلية من "كوفيد-19"، من خلال توقيع عقود مختلفة مع عدة شركات مصنعة متنافسة. وطغت التوظيفات السياسية على سباق إيجاد اللقاح المنتظر، إذ وعد الرئيس الأمريكي بتوزيعه على السكان بحلول أكتوبر المقبل، وذلك مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي المرتقب، في ظل المنافسة الدولية التي تواجه "بلاد العم سام"، من قبل الصين وروسيا والهند وبريطانيا وغيرها من الأقطاب العالمية. وبالنسبة إلى حكيم جاب الله، البروفيسور الجزائري-الأمريكي المتخصص في علم الفيروسات، فإن المنافسة شرسة بغية إيجاد اللقاح؛ وهو ما عبّر عنه بالقول: "لم يحدث هذا التسابق الدولي قطّ عبر التاريخ، فهذه التنافسية ليست طبيعية، بل تروم إرساء نظام صحي عالمي جديد تقوده فواعل جديدة، من قبيل الصين، إلى جانب تحقيق مكاسب سياسية لبعض قادة العالم". لذلك، أضاف جاب الله، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه متفائل بخصوص إيجاد اللقاح المحتمل للمرض، لكن لن يكون ذلك في الأشهر المقبلة، مبرزا أن "بعض اللقاحات أظهرت آثارا جانبية غير مرغوب فيها"، ومتسائلا: "هل سيحمينا اللقاح من الفيروس؟"، ثم مضى مسترسلا: "لن تتوفر الإجابة حتى تنتهي الاختبارات، وتعرض الشركات دليلا مفصلا لحماية الأفراد". وأوضح المدير الأسبق لمعهد "باستور" في كوريا الجنوبية أن "الأزمة الصحية الراهنة تعتبر الأكثر تسييسا عبر التاريخ، إذ فشل العديد من قادة العالم في إدارة الطارئ الصحي منذ ظهور الوباء إلى الآن"، مشيرا إلى أن "جميع الدول خسرت في معركة احتواء الموجة الأولى من الفيروس، في حين نستعد لخوض غمار الموجة الثانية في الخريف". ولفت البروفيسور المقيم في واشنطن الانتباه إلى أنه "لا يجب تضليل الناس بتلك الشعارات السياسية التي لا أساس لها من الصحة، لأن اللقاح وُجد لغاية صحية هي الوقاية"، مورداً أن "الرئيس الأمريكي يبذل قصارى جهده للظفر بولاية رئاسية ثانية؛ ومن ثمة فإنه سيحاول طرح اللقاح قبل حلول موعد الانتخابات".