يستمرّ الباحث المغربي عز الدين المعتصم في تشريح الخطاب الصّوفيّ في شِعر الملحون المغربيّ، في كتاب جديد معنون ب"الخطاب الصوفي في الشعر الملحون مقاربة موضوعاتية في ديوان الشيخ عبد القادر العلمي". ويسعى المعتصم، من خلال هذا الكتاب الجديد الصادر عن منشورات "الراصد الوطني للنشر والقراءة" بدعم وزارة الثقافة والشباب والرياضة، إلى "إبراز ما تضمنه ديوان الشيخ عبد القادر العلمي من إشارات رمزية في التعبير، وما شمله من معان تفصح إفصاحا صادقا عن الوَجد الصوفي والحضرة الإلهية". ويقع هذا الكتاب في 163 صفحة من الحجم الكبير، ويتوزع على أربعة فصول، هي: عبد القادر العلمي شيخ متصوفة الملحون، وتجلّيات الخطاب الصوفي في شعر عبد القادر العلمي، والمعجم الصوفي في ديوان الشيخ عبد القادر العلمي، وملامح الصور الرمزية في شعر الشيخ عبد القادر العلمي. ويقول الباحث، في منشوره الجديد، إنّ الشيخ عبد القادر العلمي يعدّ "من أبرز شعراء الملحون في عهده وخاصة في مكناس، وكان فحلا من فحول النظم، نظم في سائر أغراض الشعر، كتب في الغزل والخمر، ووصف مباهج الحياة، وكتب في القصص والحكم، وأخبار الأنبياء والأولياء، كما نظم في التوسل بالخالق والتشوق إلى مغفرته". وحاول المعتصم في كتابه "إبراز العلاقة القائمة بين الخطاب الصوفي كخطاب ديني هدفه التربية الروحية، والخطاب الصوفي كفن شعري تتجمع فيه عناصر الجمال الأدبي على مستوى النغم الموسيقي، وعلى مستوى الأسلوب البلاغي، فضلا عن مضمونه المعنوي وأبعاده الموضوعاتية". ويأتي هذا الكتاب بعد منشور سابق للباحث ذاته معنون ب"النزعة الصوفية في الشعر الملحون بالمغرب - دراسة في الرموز والدلالات"، قال فيه إنّ "الشعر الملحون الصوفي" قد حقّق طفرة نوعية على مستوى الإبداع منذ قرون، وهي طفرة، رغم قيمتها المضمونية والشكلية، يرى أنّه لم يواكبها ما تستحقّه من دراسة نقدية، نظرا لأن "النقد الأدبي في المغرب ما زال مخمورا، إلى حد ما، بتجربة قصيدة الشعر بالعربية المعيار".