في إعلانه الذي أطلق عليه "إعلان عمان"، تبنى مؤتمر "المواطنة الحاضنة للتنوع في المجال العربي.. الإشكالية والحل"، الذي انعقد بالعاصمة الأردنية عمان، والذي ترأسه الأمير الحسن بن طلال، من خلال المشاركة عن بُعد للمدعوين إليه، المقترح المغربي القاضي بضرورة تبني منهجية العدالة الانتقالية بين دول المنطقة قصد المصالحة بين الشعوب العربية والشعوب التي تشترك معها المجال المعروف سياسيا ب"العالم العربي". كما أثنى الأمير على مداخلة رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، ونوّه باجتهادات المركز صاحب المبادرة الهادفة إلى تكييف منهجية العدالة الانتقالية للاشتغال بها قصد معالجة ماضي الانتهاكات في المنطقة والمرتبطة بإشكالية بناء العيش المشترك بين دولها وشعوبها. وكان عبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، قد ألقى عرضا تحت عنوان "المصالحة/ المصالحات التاريخية مبتدأ تحقيق المواطنة الحاضنة للتنوّع، أو هل يمكن تكييف العدالة الانتقالية لقيام مصالحات تاريخية لإنهاء الصراعات التي عانى منها بعض المجتمعات العربية على أساس الهوية بغية تحقيق المواطنة الحاضنة للتنوع؟". في مداخلته، استعرض بوطيب التجربة المغربية في مجال المصالحة الداخلية، وتوقف عند روح خطاب أجدير الذي كان قد ألقاه الملك محمد السادس بتاريخ 17 أكتوبر 2001، والذي قدم فيه تصورا جديدا بخصوص الهوية المغربية، مؤكدا أن الأمازيغية تشكل مكونا أساسيا من مكونات الثقافة المغربية، وأن النهوض بها يعد مسؤولية وطنية، مشددا على أن النهوض بالثقافة واللغة الأمازيغيتين مسؤولية "جماعية"؛ وذلك من خلال اعتبار الأمازيغية ملكا لكل المغاربة، لينتهى إلى تقديم اجتهاد المركز في مجال تكييف العدالة الانتقالية للاشتغال بها لمعالجة ماضي الانتهاكات في المنطقة والمرتبطة بإشكالية بناء العيش المشترك بين دولها وشعوبها المعتمد على روح التجربة المغربية في العدالة الانتقالية، وعلى روح خطاب أجدير.