لم تتخلّ قصبة بني عمار الشهيرة بمهرجان "فيستي باز" الذي يحتفي بالحمار عن موعدها السنوي مع الفعل الثقافي، رغم الظروف الاستثنائية القائمة جراء جائحة كورونا التي ألغت أغلب الأنشطة الثقافية منذ انتشارها إلى الآن. وقرر منظمو مهرجان "فيستي باز" بقصبة بني عمار، الذي تشرف عليه "جمعية إقلاع"، تأجيل الدورة الثالثة عشرة إلى صيف السنة المقبلة، لكنهم لم يتركوا الصيف يمر خاليا من أي نشاط ثقافي؛ إذ نظموا تظاهرة "ألوان بني عمار"، وهي عبارة عن معرض تشكيلي في الهواء الطلق تضمن اثنتي عشرة جدارية. وقالت الجمعية المذكورة إن التظاهرة الثقافية التي نظمتها بدعم من المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بمكناس، والنقابة المغربية للفنانين التشكيليين، تتلاءم مع معايير الإجراءات الاحترازية المتخذة من طرف السلطات العمومية لمواجهة انتشار جائحة فيروس كورونا، بحكم أن رسم الجداريات لا يعرف أي أشكال للتجمع أو الازدحام أو الاحتكاك الذي يمكن أن يكون مضرا بالصحة العامة. وحرص المنظمون، حسب بلاغ لجمعية إقلاع بقصبة بني عمار، الواقعة ضواحي مدينة زرهون، على توزيع خريطة الجداريات على نحو يضمن إتاحة مسافة بعشرات الأمتار بين جدارية وأخرى، كما مكّنت هذه العملية من تقريب الفن التشكيلي من المواطنين عبر توزيع الجداريات على مختلف أحياء القصبة. وساهم في إبداع جداريات قصبة بني عمار ستة فنانين تشكيليين وعدد من أطفال القصبة التي شهدت أيضا حملة تحسيسية وأوراشا بيئية وأخرى تتعلق برعاية التراث المادي، فضلا عن تنظيم عشرة عروض محدودة لشريط وثائقي عن الحياة اليومية لسكان قصبة بني عمار خلال ستينات القرن الماضي. وبحسب الجهة المنظمة، فإن ميزانية تظاهرة "ألوان بني عمار"، وهي فقرة من مهرجان "فيسي باز" الشهير الذي يحتفي بالحمار، لم تتعدّ عشرين ألف درهم، مبرزة أن التظاهرة بينت أهمية التشكيل والجداريات في المهرجان، خصوصا بعدما عبر عديد من سكان القصبة عن الرغبة في رسم جداريات أخرى على جدران بيوتهم أو محلاتهم.