اختتمت صباح اليوم الثلاثاء فعاليات تظاهرة "ألوان بني عمار" بعد أن فرضت تداعيات وباء كورونا المستجد على منظمي مهرجان فيستي باز الذي يحتفي بالحمار، تأجيل دورته الثالثة عشر إلى صيف سنة 2021، واختارت جمعية إقلاع التي تنظم المهرجان فقرة من المهرجان تتلاءم مع معايير الاحترازات الصحية لمواجهة انتشار الوباء والاقتصار عليها في هذه الظروف العصيبة، بحكم أن رسم الجداريات لا يعرف أي أشكال للتجمع أو الازدحام أو الاحتكاك الذي يمكن أن يكون مضرا بالصحة العامة، خصوصا أن المنظمين اختاروا توزيع خريطة الجداريات بالشكل الذي تكون متباعدة بعشرات الأمتار عن بعضها البعض، اعتمادا على محاولة تغطية مختلف أحياء القصبة. وكانت حصيلة التظاهرة 12 جدارية متنوعة وجميلة، أبدعها الفنانون مصطفى اجماع، لحبيب الحجامي، عبد النبي لوكيلي، محمد القاضي، والصاعدتين: لمياء الفلوس وهبة بلمو، وعدد من أطفال وشباب القصبة، بتضحية كبيرة لهم وللمنظمين والفنان طارق بورحيم، وباحتضان رائع للساكنة، وبميزانية لا تتعدى 20 ألف درهم، إضافة إلى حملة تحسيسية وأوراش بيئية وأخرى في رعاية التراث المادي وعشرة عروض محدودة لشريط وثائقي عن الحياة اليومية لسكان لقصبة خلال ستينات القرن الماضي. يذكر أن تظاهرة "ألوان بني عمار" كانت مجرد فقرة من مهرجان فيستي باز الذي يحتفي بالحمار، وأكدت هذه التظاهرة أهمية التشكيل والجداريات في المهرجان، خصوصا بعدما تم تسجيل تعبير العديد من سكان القصبة عن الرغبة في رسم جداريات أخرى على جدران بيوتهم أو محلاتهم، مما دفع المنظمين إلى تسجيل لائحة مرتبة للجدران التي ستكون محط جداريات في الدورة المقبلة. وعرفت التظاهرة التي نظمت بدعم من المديرية الجهوية لقطاع الثقافة فاسمكناس، والنقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، مشاركة متنوعة ومتباعدة لعشرات الأطفال، منهم من شارك في رسم جداريات مع أحد الفنانين، ومنهم من فضل رسم جداريته في سطح المنزل. كما لوحظ اهتمام واضح للساكنة بمختلف شرائحها بمسار ومآل رسم مختلف الجداريات، كما ان الذين رسمت الجداريات على جدران محلاتهم قدموا كل الدعم والترحيب وتسهيل المأمورية للفنانين.