ما من شك أن مصطفى البكوري الذي أنتُخِب أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة في مؤتمره الاستثنائي يعيش لحظات سرور سياسي لا يضاهى، أولا بسبب مرور المؤتمر دون مشاكل تُذكر، وثانيا لأنه حظي بثقة أهل الحل والعقد داخل حزب لطالما أثار الجدل في الساحة السياسية المغربية. البكوري سيقود الأصالة والمعاصرة في "طبعته الثانية" التي ستكون منقحة ومزيدة بطبيعة الحال نظرا لقوة الضربات التي توالت على الحزب منذ نشأته والتي لا يختلف سياسيان في المغرب في وصفها بغير الطبيعية، والأكيد أن معنويات البكوري وباقي قيادة "البّام'' ستكون مرتفعة لإعادة توزيع الطبعة الجديدة على أوسع نطاق خاصة بعد برقية التهنئة التي بعث بها الملك إليه. البكوري المهندس المدني للقناطر والطرق سيكون عليه إعادة بناء قنطرة علاقات حزبه مع مختلف الأحزاب سواء التي توجست منه خيفة أو التي تخلت عنه بعد "تحالف من أجل الديموقراطية" لم يُكتب له النجاح بسبب الديموقراطية نفسها، لعله يُفلح في إعادة ايداع فكرة جديدة عن "التراكتور" في أذهان المتابعين للشأن الحزبي، وتدبير استراتيجية تواصلية جديدة تُمكن من إقناع المغاربة أن "الأصالة والمعاصرة" ليس إلا حزبا كباقي الأحزاب.