عبّر الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، وزير الخارجية السعودي، عن قلق بلاده تجاه التدخلات الأجنبية في ليبيا. وحذّر وزير الخارجية السعودي، في لقاء صحافي عقب مباحثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، اليوم الأربعاء بالرباط، من خطورة هذه التدخلات الأجنبية على الأمن القومي العربي، خصوصا أمن دول الجوار بالمنطقة وتحديدا مصر والجزائر وتونس. وأضاف الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود: "يهمنا الدفع بكل الجهود التي تسعى إلى إيجاد حل سياسي سلمي لهذه الأزمة"، مؤكدا أن هذا "الحل لا بد أن يكون ليبيا ليبيا، وهي قناعة لدى كافة الدول العربية". وأشار وزير الخارجية السعودي إلى ضرورة التنسيق بين كافة الدول العربية لتحقيق هذا الحل الليبي الليبي، مؤكدا أن "السعودية تعتبر الأمر أولوية، وتسعى إلى تحقيقه لضمان إنهاء التدخلات الخارجية والاقتتال الميداني وحماية ليبيا والليبيين من آثار الإرهاب والأطماع الأجنبية". من جهته، أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن الدول العربية قلقة حيال التطورات الأخيرة في ليبيا، مشيرا إلى أن "ليبيا تحتاج اليوم إلى دور عربي؛ لأنها عنصر استقرار في شمال إفريقيا والعالم العربي ككل". وشدد بوريطة على أن "الدول العربية تجمعها مواقف واحدة، وهي أن الحل في ليبيا لا يجب أن يكون حلا عسكريا بل حلا سياسيا"، معتبرا أن "التدخل الخارجي في ليبيا هو جزء من المشكل وليس جزء من الحل". وأضاف المسؤول الحكومي المغربي أن المملكة ترفض التدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربية، مبرزا أن حل الأزمة الليبية "يجب أن يأتي من الأطراف الليبية؛ لأنهم قادرون على حل مشاكلهم بمساعدة كل الأطراف". وجدد بوريطة التأكيد على أن "المغرب لا يتوفر على مبادرة لحل الأزمة الليبية، لكنه لديه رغبة في مساعدة الليبيين للوصول إلى طي الخلافات ولن يقدم لهم وصفة جاهزة لحل قضاياهم"، موضحا أن المغرب والسعودية لديهما تطابق في مسألة الأزمة الليبية، خصوصا على مستوى رفض التدخل الأجنبي في المنطقة العربية ورفض الحلول العسكرية. "المغرب كان ولا يزال مستعدا للتعاون مع الليبيين"، يورد بوريطة، الذي أكد أن "الوضع اليوم في ليبيا هو خطر على الليبيين وعلى استقرار شمال إفريقيا والأمة العربية، ولهذا فإن الدور العربي في ليبيا هو ضروري". وأشار بوريطة إلى اقتراح سابق للمغرب في اجتماع الجامعة العربية دعا من خلاله إلى وضع تصور إستراتيجي عربي للأزمة الليبية، مضيفا أن "العرب لا يجب أن يغيبوا على حل القضايا العربية، سواء في سوريا أو ليبيا أو في غيرها". جدير بالذكر أن زيارة الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، وزير الخارجية السعودي، إلى المغرب تأتي بعد جولة إلى المنطقة شملت تونس والجزائر ومصر، وركزت على توحيد مواقف الدول العربية لرفض تدخلات أطراف إقليمية في ليبيا؛ وعلى رأسها التدخل التركي.