يسود ارتباك شديد في صفوف مهنيي سيارات الأجرة بالدارالبيضاء بعد قرار منع التنقل بين مجموعة من المدن، وسط مخاوف من صدور قرار رسمي يمنع تنقلها من وإلى المدن المصنفة ضمن المناطق الممنوع الدخول إليها أو الخروج منها. وفِي وقت جرى إغلاق المحطة الطرقية أولاد زيان بالدارالبيضاء، وعدد من المحطات الأخرى، فإن سائقي سيارات الأجرة يتخوفون من منعهم من التنقل من وإلى العاصمة الاقتصادية، خصوصا في اتجاه المحمدية، وبرشيد، وسطات. وعبر مهنيون في قطاع سيارات الأجرة بالدارالبيضاء، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن تخوفهم من التعرض للمنع من طرف السلطات المختصة عند مداخل المدن، وهو ما من شأنه أن يتسبب لهم في خسائر كبيرة. وتشتغل سيارات الأجرة، حاليا، دون وجود قرار للمنع، غير أنها ملزمة باحترام دفتر التحملات الخاص بالنقل في ظل الجائحة، إذ إنها ملزمة بنسبة ملء محددة في 75 بالمائة، أي أربعة مقاعد، وهو ما جعل البعض يلجؤون إلى المضاربة في أسعار التنقل ببعض الخطوط. ورغم عدم صدور قرار رسمي يقضي بمنع سيارات الأجرة من نقل الزبائن صوب بعض المدن، فإن نقابيين اعتبروا أن منع المواطنين من التنقل تزامنا مع مناسبة عيد الأضحى هو في حد ذاته منع ل"الطاكسيات ومختلف وسائل نقل الركاب". وشدد الكاتب الوطني للنقل الطرقي بالمغرب، مصطفى الكيحل، على كون "'الطاكسي' و'الكار' يشتغلان مع المواطن، ومنعه من التنقل معناه توقف سيارات الأجرة أيضا"، مضيفا: "سيارات الأجرة متضررة من هذا القرار، وعدم تنقل المواطنين سيضاعف معاناة السائقين". ولفت الكيحل، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن "عدم التنقل يعني أن قرار المنع موجود، وهذا معناه أن سيارة الأجرة متوقفة بشكل من الأشكال، لأنها تشتغل مع المواطن الممنوع من التنقل من وإلى مجموعة من المدن". واعتبر المسؤول النقابي أن "هذا القرار ساهم في النقل السري، وهو وباء أكثر من كورونا"، مردفا بأن "هذا الاستهتار من طرف الحكومة له عواقب وخيمة على قطاع النقل والمهنيين، وعلى السلطات العودة إلى جادة الصواب". وخلف قرار منع التنقل بين مجموعة من المدن غضبا واسعا في صفوف المواطنين، إذ وجدوا أنفسهم مضطرين لعدم السفر في فترة عيد الأضحى، وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا. وكانت الحكومة قررت ليلة الأحد الماضي منع التنقل انطلاقا من أو في اتجاه مدن طنجة، تطوان، فاس، مكناس، الدارالبيضاء، برشيد، سطات ومراكش؛ وذلك أخذا بعين الاعتبار الارتفاع الكبير، خلال الأيام الأخيرة، في عدد الإصابات بفيروس "كورونا" بمجموعة من العمالات والأقاليم.