بدت مدينة الدارالبيضاء، صباح اليوم الاثنين، على غير عادتها؛ فلم يعد لشكاوى المواطنين والسائقين من حالة الازدحام والفوضى التي تعرفها شوارعها، خصوصا في وقت الذروة، أي أثر، بالنظر إلى التخوفات من انتشار فيروس "كورونا". وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية، صباح يومه الاثنين، غياب الضغط والازدحام في الشوارع الكبرى، والتي كان البيضاويون يستغرقون وقتا طويلا للمرور عبرها صوب مركز المدينة، حيث عدد العربات كان أقل بكثير عما اعتادت عليه المدينة. وخلّف الهلع والذعر من انتشار فيروس "كورونا" انخفاضا بحركة السير والجولان، بالنظر إلى توقف الدراسة بسبب القرار الوزاري، وكذا إلى أن عددا من المؤسسات والإدارات قررت وقف تنقل موظفيها إلى مقرات العمل؛ وهو ما جعل عدد السيارات في الشوارع ينخفض بشكل كبير. وأرخى هذا الوضع بظلاله على حركة النقل عبر سيارات الأجرة، التي بدأ عدد زبنائها يتراجع؛ فيما يتوقع المهنيون أن يزداد الوضع أكثر في المقبل من الأيام، ما سيؤثر على مردودهم ومدخولهم. وأكد مصطفى الكيحل، الكاتب العام الوطني للنقل الطرقي بالمغرب، أن الأزمة في حركة النقل بدأت تظهر منذ نهاية الأسبوع بسبب فيروس "كورونا"، حيث أشار إلى أن الرواج الذي كان يعرفه قطاع النقل عبر سيارات الأجرة قد تراجع بشكل ملحوظ وسيزداد الوضع تدهورا وتراجعا في الأيام المقبلة. ولفت الكيحل، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن المهنيين "انتقلوا من مسألة القلق من الوضع الجاري على أنفسهم وصحتهم من إصابتهم بالعدوى إلى القلق من المدخول، ولذلك كان على الجهات المعنية الاهتمام بالمهنيين والجلوس معهم إلى طاولة الحوار". وشدد المتحدث نفسه على أن "المهنيين يناقشون هذا الأمر باستمرار، ومتخوفون من الوضع؛ لكن الأمر يتعلق بقوتهم اليومي، حيث يستفسرون عن الطريقة التي سيتعاملون بها"، مضيفا أنه على الوزارة التواصل معهم والقيام بحملة تحسيسية لفائدتهم. وبخصوص المحطة الطرقية أولاد زيان، أكد المسؤول النقابي أن النظافة والتعقيم يغيبان عنها؛ وهو ما قد يجعل خطر الإصابة وانتقال الفيروس واردا جدا، مؤكدا أنه على الجماعة باعتبارها صاحبة المرفق توفير تعقيم بها. وفيما يتعلق برحلات الحافلات الرابطة بين المدن، أكد الكاتب العام للنقابة سالفة الذكر أنها لا تزال مستمرة؛ غير أن حركة الرواج قليلة جدا مقارنة مع الفترة السابقة، نافيا في الوقت نفسه أن تكون الأثمنة قد شهدت ارتفاعا. وينتظر أن تشهد العاصمة الاقتصادية، في الأيام المقبلة، انخفاضا في حركة السير والجولان وتراجعا حادا في حركة التنقل بسبب الهلع الذي ينتاب البيضاويين من انتشار فيروس "كورونا"، لا سيما مع تزايد عدد الإصابات به التي تعلن عنها الوزارة الوصية على قطاع الصحة.