قرر المجلس الجماعي للدار البيضاء، خلال دورة استثنائية عقدت أمس الخميس، انتداب شركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للتنشيط والتظاهرات" لتدبير حديقة الحيوانات بعين السبع، التي لم تر النور بعد، ومازالت الأشغال بها متعثرة. وكشف مصدر من داخل المجلس الجماعي للدار البيضاء، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن سبب تأخر افتتاح هذه الحديقة راجع بالأساس إلى تعثر الأشغال بها، إذ بعد سنوات من العمل بالكاد بلغت نسبة الأشغال 95 في المائة، بعدما كان يفترض أن تكون الحديقة جاهزة ومفتوحة في وجه البيضاويين. وحسب المصدر نفسه فإن ما ساهم أيضا في هذا التأخير كون جائحة كورونا التي عرفها العالم جعلت جلب الحيوانات من بعض الدول الإفريقية والآسيوية صعبا، ما دفع إلى انتظار عودة الأوضاع إلى سابق عهدها. كما أن غياب مدبر للحديقة، يضيف المصدر ذاته، جعل المسؤولين في المجلس الجماعي يبحثون عن صيغة لتدبير هذه الحديقة من طرف إحدى شركات التنمية المحلية، ليتم اختيار شركة "الدارالبيضاء للتنشيط" للقيام بهذه المهمة. وصادق المجلس الجماعي بالإجماع، الخميس، على الاتفاقية التي تخول للشركة المذكورة تدبير حديقة عين السبع، إذ سيعمل على تحويل مبلغ عشرة ملايين درهم سنويا من أجل تدبير هذا المرفق الذي يعول عليه للتنفيس عن الساكنة البيضاوية. وستعمل الشركة، وفق الاتفاقية التي تمت المصادقة عليها، واطلعت عليها الجريدة، على تدبير مرافق الحديقة وفق المواصفات والمعايير العصرية، وتسييرها طيلة المرحلة الانتقالية المحددة في ثلاث سنوات. أما بخصوص أتعاب شركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للتنشيط" فتم تحديدها وفق الاتفاقية في نسبة عشرة في المائة من مداخيل حديقة الحيوانات، دون احتساب الرسوم. وتبلغ مساحة حديقة الحيوانات بعين السبع 13 هكتارا، ضمنها عشرة مخصصة للحيوانات وثلاثة هكتارات كمرافق للترفيه، وينتظر أن تضم تشكيلة حيوانية مكونة من أكثر من 45 صنفا حيوانيا إلى جانب فضاء للترفيه. ويطالب أعضاء المجلس الجماعي بضرورة الإسراع في إخراج هذه الحديقة إلى حيز الوجود، وتجاوز هذا التأخير الحاصل بها، بالنظر إلى كونها متنفسا لفائدة ساكنة مقاطعة عين السبع، مؤكدين على ضرورة تسريع العمل لإنهاء الأشغال. ويهدف مشروع تهيئة حديقة عين السبع بالدارالبيضاء إلى إعادة تهيئة حديقة الحيوانات القديمة التي "تعد تراثا لمدينة الدارالبيضاء منذ أكثر من 80 سنة، وتحويلها إلى حديقة حيوانات حديثة بمفهوم الفضاء المفتوح، استجابة لحاجيات المدينة في ما يتعلق بالتجهيزات في مجال الترفيه". وتساهم بنسبة كبيرة في تهيئة هذه الحديقة وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للجماعات المحلية، بمبلغ يناهز 130 مليون درهم، ثم جماعة الدارالبيضاء بمبلغ 80 مليون درهم، وكذا جهة الدارالبيضاءسطات بمبلغ 40 مليون درهم.