في مقال له تحت عنوان"ملاحظات على محاولات صهينة المسألة الأمازيغية" المنشور في الجريدة الاليكترونية"هسبريس"، هاجم المسمى عبد الله أوباري مناضلي ونشطاء الحركة الأمازيغية إلى درجة يوحي فيها مقاله، بشكل لا يقبل الجدل، بنفي الوطنية عن هؤلاء واتهامهم بالخيانة العظمى. "" في البداية وما نطلبه من صاحب المقال هو تحديد وضبط الجهاز المفاهيمي التي يوظفه، نظرا لبالغ الأهمية التي يحظى بها في تحليل الخطاب وما له من حمولة إيديولوجية وسياسية يمكن بواسطته تفكيك ما يذهب إليه "صاحبنا" قصد فهم الرسالة التي يبعث بها أو التي تبعث من خلاله. فأحيانا تجده يقول" محاولات صهينة المسألة الأمازيغية" وأحيانا أخرى، في المقال نفسه، يقول "محاولات تهويد القضية الأمازيغية". مهلا يا رجل!! ابق على حال ولا تقلد الحرباء. أم تراك تريد تغليط وخلق لبس في ذاكرة القارئ وكأن هذا الأخير يضع عواطفه قبل عقله.ونفضل الرد على هذه المزاعم في النقط التالية: أولا: فالجمعية التي أراد، و لايزال، مناضلي الحركة الأمازيغية تأسيسها منتصف السنة الماضية بالجنوب تحمل اسم"جمعية سوس العالمة للصداقة الأمازيغية اليهودية" ولم تحمل قط ذلك الاسم الذي نعتها بها صاحب المقال وهو"جمعية الصداقة الإسرائيلية الأمازيغية"، تفاديا للحكم المسبق الذي ينسجه قارئ مقال السيد أوباري عن الحركة الأمازيغية. ثانيا: وفيما يخص تسمية الجمعية، فيقول أوباري "فلفظة "سوس" في المتخيل المغربي، مقرونة بالعلم والفقه على مدى قرون، وهي بذلك اعتبرت قلعة لحماية الثقافة العربية الإسلامية وتخريج الفقهاء والعلماء والأدباء طوال التاريخ المغربي". فمن جهتنا نحن في الحركة الأمازيغية نقول على أن منطقة سوس كانت وستكون قلعة لحماية الثقافة الأمازيغية التي ينطق بها حتى اسمها"سوس" وتنطق بها سهولها تلالها مدنها وبواديها. أما الثقافة العربية فلها حماتها في وطنها ولا يمكن أن نقبل الاستعمار في وطننا نحن، أي كان نوعه: عسكريا، اقتصاديا، ثقافيا، فكريا،... ومن أية جهة كانت مهما تدعي من حمل الرسائل للعالمين. وما يذهب إليه هذا المقال هو ما يكرس فعلا قلب الحقائق في أذهان المواطنين بنكران الواقع والمحيط. ثالثا: ما أسماه السيد أوباري في مستهل مقاله عن الدوافع الحقيقة لتأسيس هذا الإطار، وغيره سيأتي لا محالة، "مجرد طيش الشباب وردود فعل على أحداث الجامعة والصدامات التي حدثت بين الطلبة الأمازيغيين والطلبة الصحراويين في بعض المواقع الجامعية وما تلا ذلك من اعتقالات"، يعطي صورة حقيقية و واضحة عن الرجل على أنه لايعرف عن الحركة الأمازيغية وأدبياتها سوى ما يقرأه على أعمدة الصحافة وما يكتبه أمثاله ممن أقفلوا على أنفسهم في غياهيب العصور الوسطى ولا يروا الآخرين إلا عبر الذات. وفي هذا الصدد أحيل السيد أوباري على قراءة أدبيات الحركة الأمازيغية وما تراكم فيما يخص الاهتمام بالثقافة اليهودية ببلادنا باعتبارها جزء من تاريخ وحضارة شمال إفريقيا إلى يومنا هذا، حتى لا يفتي صاحبنا بغير علم مرة أخرى في قضايا يجهلها تدفعه العاطفة للكتابة حولها. رابعا: الزيارة التي قام بها وفد الحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي إلى تل أبيب بدعوة من المنظمة الاروبية للأمن والتعاون تأتي سياق تدارس العديد من القضايا المتعلقة بالسلم والتعايش ومحاربة العنصرية بضفتي المتوسط والتي تؤسس لها مثل هذه الكتابات التي تريد منا نحن الأمازيغ أن نربط مصيرنا بمصير العرب وغير العرب، وهو الأمر المستحيل اليوم بعد وعي الامازيغيين بأولوية همومهم ومشاكلهم وأصبح الشباب في المدن والقرى النائية مشعلها بصمود وتضحيات، عن حروب غيرهم في مناطق لطالما اشتكى العالم من تصديرها لإيديولوجية القتل والسبي وغيرها من المظاهر المنافية لحقوق البشرية مهما اختلفت. خامسا: يقول المقال إن ما يقدم عليه هؤلاء(قاصدا مناضلي الحركة الأمازيغية) يعتبر "انتهاكا صارخا لإجماع المغاربة على مناهضة التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني". أنا صراحة أستغرب بشدة. عن أي إجماع يتحدث صاحب المقال؟ يتحدث عن الشعب المغربي وكأنه اليوم يملك حرية تقرير مصيره وقول كلمة الفصل في مستقبله. أم تراك تعني بالإجماع، إجماع ممثلي الإيديولوجية الصدامية(أقصد الذي شنقه ضحايا هذيانه السياسي في بلاد الرافدين) ببلادنا الذين يغتنون من بلدان البترودولار لنشر الإيديولوجية العربية مرة بغطاء الدين ومرة بأغطية أخرى، لتبقى الغاية هي مناصرة القضايا العربية ثقافة، حضارة، عقائدا، أفكارا، تاريخا،... على حساب تاريخ وحضارة شمال إفريقيا وبالتالي السيطرة على العقول البشرية واصطناع حواجز . سادسا: فيما يخص علاقاتنا نحن الأمازيغ مع غيرنا من الشعوب والأمم من العالمين فيجب أن يكون في علم أوباري على أنها لا يمكن أن يتحكم فيها الصراع الدائر بين الإخوة الأعداء في المشرق. وهو ما يهمنا أن، بالدرجة الأولى أن يستقبلنا أيا كان في إطار العلاقات الدبلوماسية كما ورثناها من زعماء شمال إفريقيا منذ غابر الأزمان ضدا على عبارتك التي تبطن أكثر مما تظهر من العداوة لكل ما هو أمازيغي رغم إقحام نفسك، دون حشمة، وسط الأمازيغ وهي القائلة: "وقد حظي أعضاء الوفد المغربي ب ” شرف ” استقبال من طرف وزيرة الخارجية الصهيونية في مقر وزارتها بالقدس، وحظوا بضيافتها في حفل عشاء وهي التي لا تستقبل الزعماء الفلسطينيين إلا نادرا وتحت الضغط! ." فمن حق وزارة الخارجية الاسرائيلية استقبال من تريد وإبعاد من تريد. طبعا كل حسب مصالحه القومية. سابعا: وعلاقة بالمواطنة والحقوق "المكفولة" لليهود ببلادنا يقول صاحبنا "يتمتعون بكل حقوق المواطنة". بالله عليك. قل لنا مظهر واحد من مظاهر المواطنة التي يتمتع بها اليهود في بلادهم؟ طبعا مواطنة التهديد والوعيد بعودة جيوش وعساكر وميليشيات محمد بن عبد الله كما يهتف بذلك أيديولوجيي الإسلام السياسي في أكثر من مناسبة. فالمواطنة لا يتمتع بها حتى الأمازيغ. "ما بقا غير اليهود". ثامنا: هجومك على الأمين العام للحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي بهذه الطريقة يظهر حقدك تجاه الرجل لا لشيء إلا لانه قال صراحة"لا للاستعمار كيفما كان نوعه"، ومحاولة تشويهه عن طريق توظيف تاريخه النضالي مع اليسار المغربي سنوات السبعينيات من القرن الماضي وبط علاقته بالحركة الامازيغية ب"الوحي العبري" هي محاولة يائسة وفاشلة( كيد ماني ياظني أوكان) باعتبار أن السيد نفسه صرح ذات يوم لإحدى الجرائد وقال على أنه عاشر الشيوعيين وعاشر الاشتراكيين فوجدهم لايستقرون جميعا على حال، فقرر أخيرا الالتصاق بجبال الأطلس التي لاتزعزعها الرياح ولا العواصف ولاتنال منها لا السنون ولا الأيام. قبل المغادرة، ننبه إلى خطورة سموم هؤلاء الأعداء الذين يقدمون أنفسهم على أنهم أمازيغ وهي السيمفونية التي بدأت تنتعش في الآونة الأخيرة وهي القائلة: "حتى أنا أسيدي أمازيغي، ولكن....". فحذار من مثل هؤلاء.