فتح عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ومتتبعي الشأن المحلي بمدينة خريبكة، نقاشا حادا في الآونة الأخيرة، من أجل التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء الانقطاع اليومي للماء الصالح للشرب، والتعبير، في الوقت ذاته، عن استنكارهم لما وصفوها بالوضعية غير المقبولة المتزامنة مع موجة الحرارة التي تشهدها البلاد عامة، والمناطق الواقعة بهضبة الفوسفاط بشكل خاص. ترقّبٌ بالليل والنهار يرجع سبب النقاش الدائر بين سكان مدينة خريبكة إلى إقدام المكتب الوطني للماء والكهرباء- قطاع الماء، منذ أزيد من أسبوع إلى حدود الساعة، على وقف تزويد مختلف الأحياء السكنية بالماء الصالح للشرب، يوميا، منذ حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا إلى الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي. وفي الوقت الذي تقبّلت فيه فئة من السكان قطع الماء الصالح للشرب، بحجة عدم حاجتها لتلك المادة الحيوية في الفترات الليلية مقارنة مع ساعات النهار، بدأت حدّة النقاش تشتدّ في الآونة الأخيرة، بعدما أصبح الماء يغيب عن الصنابير بشكل تام طيلة الليل، وفي ساعات متفرقة من ساعات النهار، خاصة خلال الأسبوع الجاري، الذي يشهد موجة حرارة مرتفعة تزداد خلالها الحاجة إلى الماء. وأشارت تدوينات كثيرة نُشرت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى أن السكان يعجزون عن تأمين الكميات الكافية لهم من الماء الصالح للشرب، فيما تزداد المسألة صعوبة حين ينقطع الماء عند الظهيرة بشكل مفاجئ، دون أن يتوصلوا بأي إشعار من طرف المصالح المعنية بتزويد الأحياء السكنية بتلك المادة الضرورية، حول موعد الانقطاع والعودة. حاجة كبيرة واستنكار أكبر سارت أغلب التعليقات المتفاعلة مع المنشورات في اتجاه استنكار الوضعية المذكورة، إذ طالب أصحابها الجهات المختصة بضرورة تأمين حاجة السكان إلى الماء بدرجة الحرص نفسها التي يبديها المكتب الوطني للماء والكهرباء، حين يصل موعد توزيع الفواتير على المستهلكين، دون الأخذ بعين الاعتبار المعاناة التي يعيشها السكان بسبب الانقطاعات التي تكررت بشكل مثير للإزعاج. وأكّد المتفاعلون مع المنشورات أنهم يضطرون، خلال ساعات توفّر الماء، إلى استعمال القنينات والبراميل البلاستيكية لتجميع وتخزين وحفظ الماء الصالح للشرب تحسبا لانقطاعه في أية لحظة، فيما أشار بعض سكان الطوابق الثانية وما فوقها إلى أن اللحظات التي يتوفّر فيها الماء يكون صبيبه ضعيفا جدا، قبل أن ينقطع بشكل تام طيلة الليل، وفي ساعات متفرقة من النهار. وطالب المعلقون المصالح المعنية بالإسراع إلى إيجاد الحلول لتزويد الساكنة بالماء باستمرار وبالوتيرة المعهودة، حتى يتمكنوا من قضاء حوائجهم المرتبطة بالشرب والاستحمام والتنظيف والطهي والغسيل بأريحية تامة، دون أن يكونوا مجبرين على التزود بكميات لا تكفي في الغالب لتأمين الماء طيلة فترة انقطاعه. توضيحات مسؤول جهوي في المقابل، أوضح المدير الجهوي للكهرباء والماء الصالح للشرب-قطاع الماء، أن المشكل مرتبط أساسا بالجفاف، إذ انخفضت الفرشة المائية بمتراتٍ على مستوى الأثقاب الواقعة بالفقيه بن صالح، لذلك كانت المصالح المعنية مضطرة إلى اتخاذ بعض الإجراءات، من أجل حل المشكل قبل بلوغ عيد الأضحى المقبل. وعن طبيعة الإجراء المشار إليه، أوضح المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "سيتم العمل تدريجيا على تقوية الإنتاج بمحطة معالجة المياه بسد أيت مسعود، من أجل تلبية حاجيات ساكنة مدينة خريبكة، خلال هذه الفترة الحارة التي تسبق عيد الأضحى". وقال المدير الجهوي إن "قطع الماء الصالح للشرب ليلا يمكّن المصالح المعنية من تخزين الماء اللازم لإعادة ضخّه وتوزيعه على السكان خلال النهار بكميات كافية"، موضّحا أنه "لولا هذه العملية لما وصل الماء إلى الطوابق السكنية العليا"، مضيفا أن "انقطاع الماء في بعض الفترات من النهار مرتبط بالنقص والعجز اللذين يتم تسجيلها بين الفينة والأخرى". موعد الحلّ النهائي لتجاوز ما يُمكن تسميته "المشكل النّهاري"، قال المدير عينه إننا "حاولنا في الوقت الراهن رفع الإنتاجية على مستوى الفقيه بن صالح لضمان توفّر الماء خلال النهار طيلة الأيام الجارية، في أفق تزويد السكان بصفة مستمرة ومنتظمة، وحل المشكل بشكل نهائي ابتداءً من الأسبوع المقبل". وارتباطا بالموضوع ذاته، أوضح المصدر نفسه أن "العمل بالطاقة الإنتاجية الكافية يتطلب توفير شبكة كهربائية قوية، وفي الوقت الذي تمّ فيه رصد حوالي 60 مليون درهم لتقوية الشبكة الكهربائية وإنجاز مولد كبير، تسبّبت تعرّضات الملاكين في تأخر هذا المشروع المهم، خاصة ببني ملال وتادلة، بالرغم من تقديم الإدارة مختلف التعويضات للملاكين، وفق المساطر القانونية المنظمة لعملية نزع الملكية".