أصدر مجلس المنافسة قراراً يقضي بمنح الترخيص للشركة الأمريكية لصناعة الطائرات "سبيريت أيروسیستم" لشراء أسهم شركة "بومباردييه" الكندية، التي تتوفر على مصنع بمدينة الدارالبيضاء. وكانت المجموعة الكندية "بومباردييه" لتصنيع الطائرات أعلنت، في ماي من السنة الماضية، بيع مصنعها في الدارالبيضاء في إطار توجه إستراتيجي جديد، وذلك سنوات قليلة بعد توقيعها مذكرة تفاهم مع المغرب. وصدر قرار الإذن المغربي باقتناء الشركة الأمريكية لرأسمال الشركة الكندية في الجريدة الرسمية عدد 6895، بعدما جرى تحليل وضعية سوق صناعة هياكل الطائرات في المملكة لمعرفة مدى معارضة ذلك للمنافسة. وأوضح مجلس المنافسة في قراره أن الشركة المقتنية، وهي Spirit AeroSystems، شركة خاضعة للقانون الأمريكي، متخصصة في صناعة وتجميع هياكل المركبات الجوية وخدمات ما بعد البيع. وتطمح الشركة الأمريكية إلى امتلاك وحدة تصنيع أجزاء هياكل الطائرات تابعة لشركة Bombardier، تتواجد في المغرب باسم شركة (Bombardier Aerospace North Africa) قصد تطوير منتجاتها وتنويع زبائنها في هذا المجال الصناعي. وتبين لخبراء مجلس المنافسة أن عملية التركيز الاقتصادي التي تسعى إليها "سبيريت أيروسیستم" الأمريكية لا تثير إشكالية متعلقة بالمنافسة، كما أن الفاعلين في السوق المعني يتوفرون على الإمكانيات اللازمة لتصنيع جميع أنواع الأجزاء المتعلقة بهياكل الطائرات، وبالتالي سيكون السوق المعني مفتوحاً. وذكرت المؤسسة، المكلفة بضمان الشفافية والمنافسة في العلاقات الاقتصادية، أن اقتناء شركة "سبيريت أيروسیستم" لنسبة 100 في المائة من رأسمال وحقوق التصويت في شركة "بومباردييه شمال إفريقيا" لن يُغير بنية السوق المغربي المتعلق بصناعة الأجزاء المكونة لهياكل الطائرات. كما أشار القرار أيضاً إلى أن المعاملات التجارية بين مُنتجي هياكل الطائرات وصانعي الطائرات مبني على عقود متوسطة الأمد، يتم إبرامها وفقاً لاستجابة العروض المقدمة للشروط والمواصفات المحددة من قبل صانعي السيارات، وبالتالي فالمناسبة تتجلى في الحصول على هذه العقود. كما وقف خبراء مجلس المنافسة على أن حجم الإنتاج الذي تحقق شركة "بومباردييه" عبر مصنعها في الدارالبيضاء لن يُمكن شركة "سبيريت أيروسیستم" من الاستحواذ على حصة مهمة في مجال تصنيع أجزاء هياكل الطائرات بعد هذه العملية، خاصة أنها لا تتوفر حالياً على أي نشاط في السوق المعني بالمغرب.