عجّلت تداعيات حالة الطواري الصحية، التي شلّت الحركة الفنية والثقافية، باتخاذ عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، حُزمة من الإجراءات المستعجلة الرامية إلى التخفيف من حدّة الآثار الاجتماعية والاقتصادية على الفنانين والمثقفين، بعد توقف جميع الأنشطة الفنية والثقافية بشكل كامل طيلة الثلاثة شهور الأخيرة. عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، أعلن عن إطلاق برنامج استثنائي لدعم الفاعلين الثقافيين في مجالات الفنون والكتاب، من أشخاص ذاتيين وجمعيات ومقاولات، انطلق اليوم الاثنين، ويشمل تمكينهم من حقوق التأليف، وإطلاق طلبات عروض دعم المشاريع الفنية، من الجولات المسرحية والموسيقى والغناء ومعارض الفنون التشكيلية... وغيرها. وسيستفيد المبدعون والمؤلفون المنخرطون في المكتب المغربي لحقوق المؤلف من الأقساط المتبقية لدى الصندوق برسم السنة المالية 2020، وتبلغ قيمتها 35.4 ملايين درهم، وتتعلق بحقوق التأليف ومداخيل النسخة الخاصة للمبدعين والمؤلفين في ميادين الغناء والمسرح والأدب. وفيما رحّب الفنانون والمبدعون بخطوة الوزارة الوصية على قطاع الثقافة، فإن طريقة صرْف المكتب المغربي لحقوق المؤلف لمستحقات المبدعين والمؤلفين يشوبها الغموض؛ ذلك أن مشروع القانون المنظم لصرف المستحقات المتأتّية من مداخيل النسخة الخاصة لم يصادَق عليه من طرف البرلمان إلى حد الآن. وقال عبد الكبير الركاكنة، رئيس الاتحاد المغربي لمهن الدراما: "إلى حد الآن، ليست الأمور واضحة، ولا نعرف كيف سيتم صرف مداخيل النسخة الخاصة". وأضاف رئيس الاتحاد المغربي لمهن الدراما، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "إذا بادر السيد الوزير إلى اتخاذ إجراء استثنائي، خاصة أننا في ظرفية استثنائية، فسيكون مشكورا عليها، ريثما يتم إخراج القانون المنظم لهذه العملية". وأوضح الركاكنة أن المستحقات المتأتّية من مداخيل النسخة الخاصة، والتي يستفيد منها فنانو الأداء، من ممثلين وعازفين ومغنيين...، نظير إعادة الأعمال التي يؤدونها على مختلف الحوامل، يحتاج صرْفها إلى إجراء خاص؛ "لأننا في ظرفية استثنائية، يعيش فيها الفنانون أزمة حقيقية، ومشروع القانون الذي طالما نادينا بإخراجه لم يخرج بعد". وتأتي مبادرة وزارة الثقافة والشباب والرياضة بتقديم مختلف صنوف الدعم المخصص للفنانين والمؤلفين بعد أن ظلوا تحت وطأة أزمة اجتماعية واقتصادية خانقة. واعتبر الركاكنة أن القطاعين الفني والثقافي كانا من أكثر القطاعات تضررا من تداعيات حالة الطوارئ الصحية، بسبب توقف أنشطة هذين القطاعين بشكل تام. وأردف المتحدث ذاته أن الفنان المغربي "يعيش وضعية صعبة جدا، بل إن بعض الفنانين اضطروا إلى بيع أثاثهم وآلاتهم الموسيقية"، مضيفا: "الفنانون لديهم جميع الحقوق على الورق، ولا يستفيدون منها، كما هو الشأن بالنسبة إلى مستحقات النسخة الخاصة، نظرا لأن الآليات القانونية الكفيلة بتمكين الفنانين من هذه الحقوق غير مفعّلة".