مثلما تم التنصيص عليه في مساهمات سابقة، ثلاث منها نشرتها جريدة هسبريس خلال: 06 و29 و30 أبريل 2020، وثلاث منها صدرت ضمن الأعداد الخاصة (28 و29 و66 ربيع وصيف 2020) التي أفردتها شبكة علوم وطب النفس العربية بتونس لجائحة كوفيد-19، فالأكيد أن فيروس كورونا المستجد الذي أصبح يشكل جائحة كونية، لا يمثل أول ولا آخر وباء حل وسيحل بالعالم. فالحفر في تاريخ ذاكرة الأوبئة كفيل بأن يخبرنا بظهور مثل هذه الجائحة وحضورها عبر العصور والأزمنة. لكن الجديد هذه المرة يكمن في كونها اكتسحت معظم قارات وبلدان المعمور بسرعة مذهلة إلى حد تزعزع معه كبرياء العالم وقوته، وتزلزلت معه أسواق الاقتصاد وأسعار المحروقات وبورصات المال والأعمال، وانكشفت معه أيضا ضحالة الإنسان ومحدودية ذكائه وعلومه. وهكذا أضحت مشاعر الخوف والقلق هي الملامح المهيمنة على جل مناحي الحياة؛ إذ صار الإنسان يشك في كل شيء بما في ذلك ذاته ودويه وأقرب المقربين إلى نفسه. فبصريح العبارة إن هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة، نجح في عَوْلَمَةِ العالم من جديد ليحوله من قرية صغيرة إلى سجن كوني بفعل إجراءات إغلاق الحدود والحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، التي قيَّدت حرية الإنسان في التحرك والتنقل والسفر داخل الوطن وخارجه. إذا كان تفشي هذا الوباء قد كشف عن نقاط ضعف كبيرة في الاستجابة العالمية لمواجهته بالعلاج واللقاح اللازمين، فالأكيد أن تاريخ البشرية عرف عبر العصور والأزمنة ظهور جائحات عديدة، كثير منها حصدت أرواحا تقدر بالملايين، وأحدثت زلازل قوية وتغيرات عميقة في مناطق عديدة من العالم. ففي حالة الفيروس الحالي، ومثلما هو وارد في إحدى مساهماتي السابقة الذكر، فَوَاهِمٌ من يعتقد بأن العالم سيعود بعد انطفاء هذه الجائحة التي خلفت لحد الآن حوالي 7 ملايين و600 ألف إصابة وحصدت ما يقارب 440 ألف من الأرواح، إلى الوضع الذي كان عليه في السابق. وخاطئ من يظن بأن عناصر العقل، الإيمان، العلم، التعلم، العمل، القيم، التقدم، كمقومات جوهرية لهذا العالم ستبقى هي نفسها. فكل هذه المقومات وسواها، التي بدأت بوادر تغيراتها وتحولاتها تطفو على السطح، ستقود بشكل أو بآخر إلى ترسيم وتأثيث خارطة جديدة لعالم جديد، تخترقه طولًا وعرضًا تداعيات ومخلفات هذه الجائحة التي حكمت إلى حد ما بالعدل بين جميع أبناء البشر. فلا فضل لأبيض على أسود، ولا لعجمي على عربي، ولا لمسيحي على مسلم، ولا لمتعلم على أمّيّ، ولا لمتقدم على متخلف، ولا لغني علي فقير إلا بحكمة العقل والتبصر، وعمق الإيمان والتقوى، وراحة النفس والمزاج، وفضيلة الصبر والأمل، ثم وفرة القوة والمناعة. فالجميع أضحى يعيش تقريبا نفس نوبات الخوف والهلع والقلق، إلى حد أن حوالي الثمانية مليارات المكونة لساكنة الكوكب الأرضي، أصبحت في أكثر من نصف تعدادها تعيش إما بالتزامن وإما بالتعاقب في سجن كوني، تحكمه عولمة رهاب هذه الجائحة ومخلفاتها على الصحة الجسمية والنفسية على حد سواء. نعتقد أن العالم اليوم بأنظمته المختلفة وأيديولوجياته المتنوعة سيخضع بعد تلاشي هذه الجائحة وهدوء عواصفها لتحولات تمس مختلف جوانب حياة الإنسان: صحة وتغذية وبيئة، تعليما وعلما وتقنية، اقتصادا وعملا وسياسة، ثقافة وقيما وعادات، تنقلا ورياضة وترفيها أيضا. فالأكيد أن الكل سيعيش مراسيم ولادة جديدة لعالم جديد، قوامه عودة الإنسان في تدبير الحياة ومستلزماتها إلى منطق العقل والواقعية في إشباع الحاجات والرغبات الضرورية، بعيدا عن الاستمتاع النرجسي بتكديس الثروات وتبذير الأموال في الكماليات الزائدة والرفاهيات المتوحشة. ليس من باب المبالغة القول إذن، إن الجائحة الحالية تشكل أشد صدمات عصر العولمة الحديث. ففضلا عن تداعياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فهي بدون أدنى شك ستترك جروحا وآثارا عميقة في النفوس والأذهان، ستتولد عنها شحنات انفعالية قوية يصعب التحكم فيها. وهي شحنات ستصاحبها بالتأكيد تداعيات نفسية كثيرة من قبيل الخوف الزائد والقلق الحاد واضطرابات في المزاج والنوم والتغذية وغيرها. فمع التسليم بأن الإنسان بطبعه كائن ينتابه الخوف والقلق، وتجتاحه نوبات من الهلع والغم والكرب متى واجه مشكلا عويصا أو أزمة حادة أو وباء كالذي نعيشه هذه الأيام، سنكون قد حسمنا في أن الخيار الواقعي والمقبول حتى الآن للخروج بسلام وعافية من وباء كوفيد-19 كواحد من تلك المشاكل والأزمات، وكل ما يرافقه من عواصف الإثارة والانفعال ومن نوبات الخوف والقلق، يكمن في العمل أولا بالاحتياط والنظافة والعزل الصحي والتباعد الاجتماعي وغيرها من الإجراءات الضرورية للوقاية. وثانيا في اتباع توجيهات وإرشادات علماء وأطباء النفس التي أضحى الكثير منها في المتناول عبر ما تقدمه مختلف وسائل الإعلام والتواصل. وهي توجيهات وإرشادات سبق لنا شخصيا إجمالها في: التركيز أولا على الحاضر وكل ما هو إيجابي عوض التفكير في المستقبل وفي كل ما هو سلبي؛ العناية ثانيا بالصحة الجسمية والعقلية بتفادي الضغط والخوف عبر ممارسة الأنشطة والهوايات المفضلة؛ وثالثا الابتعاد ما أمكن عن كثرة الأخبار والشائعات، مع التسلح بالقيم الإنسانية الإيجابية من قبيل التعاطف والتكافل والتضامن ثم السؤال عن الأقارب والأصدقاء؛ إذن، فعملا بمنطق البحث العلمي المحكوم بالتحليل الموضوعي لأحوال ساكنة العالم عامة والمغرب والعالم العربي خاصة، وكل ما تمر به من أوقات عصيبة في ظل جائحة كوفيد-19، وبعيدا عن منطق التهويل والاسترزاق بمآسي الناس ومحنهم بنشر أخبار ومعلومات زائفة أو وشايات وشائعات مغرضة عبر فيديوهات ورسائل الخذيعة والتخويف، نشير إلى أن المسعى الملائم والمأمول سلكه تجاه هذه الجائحة، يجب أن يتحدد في التسلح بمنطق العلم والعقل والواقع المعيش في التعامل مع مقوماتها وتداعياتها الصحية والنفسية، وسبل الخروج منها بأقل الخسائر والأضرار وخصوصا في عدد الأرواح وعدد حالات الاضطراب النفسي. بصدق إن هذه القراءة الأولية التي نبتغي منها بالأساس إبراز بعض معالم دور علماء وأطباء النفس المغاربة والعرب عامة في مواجهة مختلف التداعيات النفسية لهذه الجائحة حاضرا ومستقبلا، تستدعي منا الإشارة إلى أن الخلاصة المؤقتة التي يمكن التأكيد عليها بهذا الخصوص هي أن علوم وطب النفس التي يمارسها هؤلاء، أضحت تشكل إلي جانب علوم الطب والذكاء الاصطناعي والتواصل والمعلوميات، التخصصات المعرفية الأكثر حضورا خلال اجتياح هذا الوباء لمختلف أقطار العالم، بما فيها المغرب والعالم العربي عامة. فقد حققت على مستوى التدخل والممارسة والإشعاع خلال هذه المدة الوجيزة ما لم تحققه منذ ظهورها في سبعينيات القرن الماضي كتخصصات قائمة الذات في بعض الجامعات العربية. فبفعل مساهمات كثير من علمائها وممارسيها على مستوى المواكبة النفسية للساكنة قبل الحجر الصحي وخلاله وأكيد بعده، إما بالإنصات والاستشارة والتوجيه، وإما بالدعم والتدخل والمساعدة عبر مختلف وسائل الاتصال والإعلام، أصبحت هذه العلوم وبقدرة قادر تقوم بوظيفتها التطبيقية في التوعية والدعم والعلاج التي لطالما كانت تفتقدها بشكل واضح قبل حلول جائحة كوفيد-19 كضيف غير مرحب به عندنا وفي أغلب بلدان العالم. إذن، فبعدما كان علماء وطب النفس المغاربة والعرب عامة وإلى عهد قريب يقبعون في برجهم العاجي داخل أسوار المؤسسات الجامعية وبعض المراكز والعيادات الاستشفائية، مكتفين بالتكوين والبحث الأكاديمي وبشخيص وعلاج بعض حالات الإدمان والاضطرابات الحادة، بعيدا عن مشاكل عامة الناس وصحتهم النفسية والعقلية إلا فيما نذر، أصبحوا اليوم وفي مدة زمنية قياسية يجارون من حيث أهمية دورهم وظيفتهم، علماء الهندسة والطب والذكاء الاصطناعي والمعلوميات والتواصل الذين يتقاسمون مع كثير منهم الحقل المعرفي لما يسمى بالعلوم المعرفية. فالأكيد أن هؤلاء الذين لم تكن ممارساتهم التطبيقية تتجاوز خدمات محدودة في بعض المؤسسات الجامعية والاستشفائية والأمنية والعدلية والمدنية، وذلك نتيجة مظاهر التهميش والإهمال وعدم الاكتراث بأدوارهم، إن على صعيد الخبرة والاستشارة النفسية أو على صعيد المساهمة في التخطيط للسياسة الصحية عامة والحكامة النفسية خاصة، أصبحوا في زمن كوفيد-19 يستأثرون بالانتباه ويحضون بالاهتمام ليصدق في حقهم القول المأثور"وربَّ ضارة نافعة". فدورهم في التدخل والدعم وحماية الصحة النفسية للمغاربة والعرب عامة من بعض تداعيات هذه الجائحة، أضحى يشكل المطلب الإنساني الملح والإجراء الصحي الحاسم، بالرغم من أن استمرار سيادة الأنماط الثقافية والتمثلات الاجتماعية المقاومة لهذا الدور، لا يزال يشرع الأبواب للشطط والتطاول، ويسيل لعاب كثير من المتطفلين والدجالين الذين تعودوا على اقتناص الفرص واستغلال حضور مثل هذه الأنماط والتمثلات لينخرطوا في ممارسات غيبية وخرافية يعبثون فيها بالصحة النفسية والعقلية للمواطنين الأبرياء من خلال استصغار وعيهم واستنزاف أرزاقهم بدون رحمة ولا شفقة ولا حياء. لكن في المقابل يمكن الإقرار بأن علوم وطب النفس التي يتشبع بها هؤلاء ويعملون في إطارها، وبالرغم من بعض مظاهر التطور التي حققتها على امتداد نصف قرن من الظهور والحضور في بعض الدول العربية، والتي مكنتهم خلال الظروف الحالية من لعب ذلك الدور الحاسم عبر مساهمتهم النسبية في مواجهة بعض تداعيات جائحة كوفيد-19 النفسية، لا تزال تتخبط في مشاكل توطينها ومأسستها، تكوينا وبحثا وممارسة. ونعتقد أن تجاوز ما يشبه تلك المشاكل، بما في ذلك مختلف أساليب المقاومة التي يسلكها البعض للإبقاء على واقع الحال كما هو عليه، يستدعي استعجالية العمل بإجراءات من قبيل: - توسيع قاعدة هذه العلوم لتشمل كل الجامعات والكليات والمعاهد كتخصصات قائمة الذات؛ - تعزيز وتمتين هويتها العلمية عبر تقوية تشبُّعها بالتخصصات البيولوجية الطبية، والعصبية المعرفية، والمرضية الإكلينيكية؛ - الخروج بمنظومتها للبحث العلمي من داخل أسوار الجامعات والمراكز الصحية لمقاربة مشاكل الناس الحقيقية في مختلف مستوياتها وتجلياتها؛ - وأخيرا اعتبارها مثلها مثل علوم الطب؛ بحيث تستوجب الممارسة أينما وجد الإنسان: في البيوت والمدارس، في المستشفيات والعيادات، في الشركات والمقاولات، في مؤسسات الأمن والعدل وغيرها، باعتماد بروتوكولات للتشخيص والعلاج والتكفل، وخطط للانتقاء والتوجيه والإرشاد، ومكاتب للخبرة والاستشارة والتدخل، خدمة لصحة الإنسان النفسية والعقلية ورقيا بها إلى الأجود والأفضل. نعتقد جازمين أن دعوتنا هاته التي كان بالإمكان نعتها ب "البدعة المعرفية" قبل حلول فيروس كورونا المستجد ضيفا علينا وعلى العالم أجمع، أضحت في ظل الظروف العصيبة التي نعيشها بمثابة المطلب المستعجل والمُلح الواجب على الحكومات في المغرب والعالم العربي عامة، ممثلة في وزارات التعليم والصحة والبيئة، التفاعل والتجاوب معه بإيجابية وأريحية. فالأكيد أن لهذا المطلب في الأوقات الراهنة والمستقبلية ما يبرره ويدعمه من قرائن وحجج، قوامها التوقع المطرد بتزايد وارتفاع وتيرة الطلب على خدمات علماء وطب النفس مع توالي الأيام، وذلك بفعل الآثار والتداعيات السلبية الكبيرة والكثيرة التي فرضتها وستفرضها جائحة كوفيد-19 علي الصحة النفسية والعقلية لساكنة العالم قاطبة. فالراجح حسب تقارير كثير من المنظمات الصحية والجمعيات النفسية عبر العالم أن أعداد حالات الإصابة باضطرابات القلق والرهاب والانطواء والاكتئاب والمزاج والنوم والاحتراق النفسي والتغذية وغيرها، إما نتيجة الحجر الصحي وملازمة البيوت للسواد الأعظم من الساكنة، وإما بفعل الإجهاد والعمل ليل نهار للطواقم الصحية والطبية والإدارية والأمنية والعسكرية، وإما بسبب فقدان كثير من الأشخاص لعملهم أو لأهلهم وأقاربهم أو لمصدر رزقهم، وإما أيضا بفعل أمراض مزمنة عضوية ونفسية سابقة، ستتزايد بل ستتضاعف في كثير من أنواعها ومظاهرها. لذا نعتقد أنه وبقدر ما تكاثفت الجهود في معظم دول العالم لتعزيز البنيات والتجهيزات الطبية لمواجهة أضرار الصحة البدنية لهذه الجائحة، بقدر ما ينبغي في المقابل العمل بالمثل لتقوية منظومة الصحة النفسية بمختلف مكوناتها ومعدّاتها حتى تصبح في مستوى رفع التحدي الذي سيكون كبيرا ومكلفا هذه المرة، وذلك من خلال توفير الشروط والظروف اللازمة والملائمة لأطباء وعلماء النفس لكي يقوموا، في حدود مواردهم البشرية المحدودة جدا وإمكانياتهم التجهيزية واللوجستيكية المتواضعة، بواجبهم ودررهم في مواجهة تداعيات هذه الجائحة على الصحة النفسية والعقلية للمغاربة والعرب عامة. فتبعا لما تقول به حاليا عديد من المنظمات الصحية والجمعيات النفسية المشهود لها بالمصداقية العلمية والكفاءة المهنية من قبيل منظمة الصحة العالمية والجمعية الأمريكية لعلم النفس ومنظمة أطباء بلا حدود، إن العالم سيواجه بفعل تلك التداعيات أزمة وبائية حقيقية في مجال الصحة النفسية والعقلية. وهذه حقيقة تستوجب منا أخذها مأخذ الجد وخصوصا على صعيد استراتيجيات التعامل العلمي الجيد، حاضرا ومستقبلا، مع تلك التداعيات وتمظهراتها النفسية المتعددة. إذن، في انتظار لقاح أو علاج ناجع للتعافي والتخلص من هذا الوباء الذي باغث العالم واجتاح جغرافيتة بسرعة قياسية تفوق قدرات وإمكانيات الاستشفاء لكثير من دوله وأقطاره، لا يبقى أمامنا لمواجهته والتصدي لمخلفاته وآثاره على صحة الإنسان الجسمية والنفسية إلا سلاح الوقاية الدائمة المستديمة التي تؤطرها كما سبق القول، حكمة العقل والتبصر، عمق الإيمان والتقوى، راحة النفس والمزاج، فضيلة الصبر والأمل، ووفرة القوة والمناعة. وهي كلها قيم وقناعات غالبا ما شكلت الحل المناسب لدى الإنسان في صموده أمام أعاصير الأوبئة والكوارث التي حلت به على امتداد العصور والأزمنة، وبالتالي سبيله الناجع في الإقلاع والانطلاق من جديد، بعد الإفلات من قبضة تلك الأوبئة والتعافي من مخلفاتها، بعزيمة قوية وبحيوية متجددة. فمتى بقيت مسببات هذه الجائحة قائمة واستمرت موجباتها حاضرة، فلا حل لنا لتفادي العدوى والإصابة، وكل ما يترتب عن ذلك من أضرار وخسائر في الصحة الجسمية والنفسية على حد سواء، إلا حل التقيد بالوقاية الصارمة وإجراءاتها الاحترازية الكفيلة بجعلنا نتأقلم ونتكيف لنتعايش معها في الحاضر والمستقبل القريب. فأي تهاون أو تهور أو إغفال لتلك الإجراءات الاحترازية، وأي تشبع بالأضاليل والبدع أو تمسك بالغيبيات والخرافات، سيقودنا لا قدر الله في غياهب ومتاهات مآلها المجهول أو الهلاك الذي لا استطاعة للمغرب ولا لعديد من الدول العربية ومؤسساتها الصحية على استيعاب مخلفاتها أو مواجهة تداعياتها بالخدمات الطبية والنفسية اللازمة. *كاتب وسيكولوجي