طالب برلمانيون وجمعيات مدنية حكومة العثماني بتفعيل صندوق الكوارث الطبيعية لتعويض الفلاحين المتضررين من العاصفة التي همت جل أقاليم جهة فاسمكناس، والتي خلفت خسائر تصل إلى 9100 هكتار، موزعة على 27 جماعة قروية بالجهة. وكانت عاصفة البرَد التي ضربت جهة فاسمكناس خلفت أضرار همت الأشجار المثمرة (الورديات والزيتون)، وزراعة الخضراوات وزراعة الحبوب. وسُجلت أضرار متفاوتة حسب نوع الزراعة والمنطقة، تراوحت ما بين %20 و%80. ودعا برلمانيون الحكومة إلى كشف الإجراءات العملية التي ستتخذها لمساعدة المتضررين من عاصفة البرد بجهة فاسمكناس، من صندوق الكوارث الطبيعية للتخفيف من معاناتهم. وقال مسؤول من صندوق الكوارث الطبيعية إن القانون المنظم رقم 110.14 يحدد بشكل واضح الأشخاص الذين يمكن لهم الاستفادة من دعم الصندوق، مشيراً إلى أن الخسائر الفلاحية تدخل في إطار التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمين (مامدا). وأوضح المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أن أي "فلاح لديه الحق في التأمين على محاصيله الفلاحية بدعم من الدولة، ويصل التعويض إلى 90 في المائة"، وتابع بأن صندوق الكوارث يتدخل لتعويض الفئات الهشة التي لا تملك تأمينات نظرا لوضعيتها الاجتماعية. وأشار المسؤول، غير راغب في كشف هويته، أن "قانون الكوارث لا يُعوض على المشاريع ذات الدخل، لأن هذا الأمر يدخل في إطار برامج التأمينات"، مضيفا على سبيل المثال: "صاحب محل تجاري إذا تضرر من فعل الفيضانات فإن صندوق الكوارث لن يُعوضه لأن لديه نشاط تجاري يسمح له بتأمين نفسه". ولفت المصدر ذاته إلى أن صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية يعتبر الأول في العالم، مشيرا إلى أن "جميع الدول تقدم تحفيزات للتأمينات والمغرب هو الوحيد الذي أحدث هذا الصندوق حتى تستفيد الطبقات الهشة، ومستقبلاً يمكن إدراج فئات أخرى". وابتداء من يناير الماضي، بات بإمكان المغاربة الاستفادة من تعويضات في حالة كانوا ضحايا لوقائع كارثية، وهي: "الزلزال والفيضان وارتفاع منسوب المياه وارتفاع المد البحري (تسونامي)، إضافة إلى الأفعال الإرهابية والفتن أو الاضطرابات الشعبية". ويُغطي هذا الضمان الأضرار البدنية التي يتعرض لها الأشخاص من الوقائع سالفة الذكر، سواء على متن عربات ذات محرك أو بدونها، وكذلك العقارات والأموال التي كانوا يتوفرون عليها، ويحدد السقف الإجمالي الذي يمكن أن يمنحه الصندوق برسم كل واقعة كارثية حسب النوع. وبالنسبة للأشخاص المستفيدين من التأمين العادي، يمكن تقديم طلب التعويض لدى شركة التأمين المشتركين فيها؛ أما بالنسبة للمواطنين الذين لا يتوفرون على تأمين فيمكن ذلك بطلب موجه إلى صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية.