وجد المواطنون وسط درب السلطان بقلب الدارالبيضاء أنفسهم، في ظل الحجر الصحي وحالة الطوارئ مضطرين للاحتجاج على المسؤولين المحليين، بعد الأقدام على محاولة اقتلاع حديقة تاريخية ومتنفس لهم لتحويلها إلى سوق. وعبر المواطنون في مقاطعة الفداء مرس السلطان عن غضبهم وتذمرهم من محاولة الإقدام على اجتثاث حديقة "سيدي محمد بن بعد الله"، المعروفة ب"حديقة البلدية"، التي تعد متنفسا للساكنة، وفضاء للترويح عن النفس، في ظل الأوضاع التي تعيشها غالبية الأسر المهمشة، التي تقطن في غرف ضيقة يصعب فيها استنشاق الهواء. وتعتزم الجهات المسؤولة بعمالة الفداء مرس السلطان إجراء تغيير على الساحة المعروفة ب"البلدية" التي يتواجد بها عدد من الجزارين، ويتوافد عليهم المواطنون من مناطق مختلفة بالدارالبيضاء، حيث تعتزم تنقيل محلاتهم مكان الحديقة الحالية، مقابل تنقيل الباعة المتجولين إلى الفضاء الخاص بالجزارة. ورفض أبناء المنطقة، صغارا وكبارا، هذا القرار، إذ وقفوا في وجه السلطات رافضين السماح لها بطمس هذه الحديقة، ليرفعوا شكاية إلى السلطات العاملية من أجل التدخل لوقف هذا الأمر، مناشدين الملك محمد السادس الوقوف إلى جانبهم لمواجهة من يحاول ضرب الهوية التاريخية لهذا الحي. وندد مواطنون، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، بما وصفوا ب"أطماع اللوبي الذي يهدف إلى استغلال الفرص من أجل إقامة مشروع اقتصادي والمتاجرة فيه، خصوصا أن الموقع أصبحت له أهمية كبيرة وقيمة مالية للمحلات التجارية". ولفت المواطنون الغاضبون إلى كون الحديقة التي يراد هدمها وإزالتها "لها قيمة تاريخية ومعلمة وطنية منذ بداية الاستعمار، وإزالتها نسح لتاريخ وهوية درب البلدية"، رافضين طمس معالم درب السلطان. حسين، من شباب المنطقة، أكد في حديثه للجريدة أن هذه الحديقة تم تشييدها من طرف الملك الراحل محمد الخامس، وبالتالي فهي معلمة تاريخية لا يمكن السماح بإزالتها، مضيفا: "هذا هو المتنفس الوحيد لدى الساكنة، ومع إزالته لن تجد مكانا لاستنشاق الهواء". وعلى المنوال نفسه، قال مصطفى، أحد الفاعلين بالمنطقة: "إزالة هذه الحديقة حرب وقتل ممنهج لنا. نحن لا مكان لنا غير هذا الفضاء"، مناشدا الملك محمد السادس التدخل في هذا الموضوع لمنع تغيير معالم درب السلطان وإزالة هذه الحديقة ذات الحمولة التاريخية.