على غير عادته، استيقظ حسن مبكرا أمس الجمعة استعدادا لاستئناف عمله بمقهى النصر في حي السالمية بمدينة الدارالبيضاء، بعد مضي أزيد من 70 يوما من العطالة الإجبارية عن الشغل، بعد تفشي فيروس كورونا المستجد. شرع حسن، الذي يعمل بهذا المقهى منذ أزيد من ثلاث سنوات، في تجهيز آلة عصر القهوة بعد أن أنهى عملية تجهيز المقهى وفق المعايير التي حددها ممثلو السلطات المحلية، الذين عادوا لزيارته صباح الجمعة، قبل إعطاء موافقتهم ليبدأ في تقديم كؤوس القهوة لزبائنه الذين كانوا ينتظرون في الباحة الخارجية. خارج المقهى، اصطف مجموعة من الزبائن الأوفياء، المولعين بمشروب "قهوة كحلة"، في انتظار جاهزية حسن لتسلم طلباتهم، وارتشاف أول كأس من هذا المشروب "السحري" الذي حرموا منه لأسابيع. رغم الابتسامة التي يحرص حسن على أن يطبعها على محياه، إلا أنه لم يستطع إخفاء المعاناة التي مر منها طوال الأسابيع القليلة الماضية، خاصة بعدما لم يحصل على أي تعويض من المخصصات التي رصدها "صندوق كوفيد" لذوي الدخل المحدود، سواء عبر نظام "راميد" أو عن طريق الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وفي وقت يحاول حسن تدارك الأمر، عبر بيع كؤوس القهوة لزبائنه، على أمل الحصول على أول دخل له بعد أسابيع من الحرمان، يواصل بعض المهنيين سعيهم إلى الضغط على الحكومة من أجل الحصول على دعم مالي لفائدة ملاكي المقاهي، ملوحين بمواصلة الإغلاق. ورغم هذه الدعوة فإن عشرات المقاهي بدأت بشكل فعلي في تقديم خدماتها بأحياء آنفا والمعاريف وعين السبع، إلى جانب أحياء أخرى. ودعت الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب "جميع المهنيين المغاربة إلى عدم استئناف العمل إلا إذا تم عقد لقاء مع لجنة اليقظة ومناقشة شروط الإقلاع، ووضع خطة مشتركة تضمن تعافي واستمرار المقاولات، وتضمن عودة واستمرار العاملين بها، وتوفير ضمانات للمحلات التي قد تتعرض لحالة محتملة من المرض، وتوفير الشروط التي تضمن السلامة الصحية للمواطن". واتخذت الجمعية هذا القرار من أجل "مناقشة كيفية التعاطي مع التراكمات الكبيرة للواجبات الكرائية ومختلف الفواتير الخاصة بالماء والكهرباء، والضرائب، وكيفية التعامل مع الوضع الاجتماعي للمئات الآلاف من المستخدمين".