كشف عمر الحدوشي أحد المعتقلين الإسلاميين الثلاثة المفرج عنهم يوم السبت الماضي، عن أصناف من العذاب قال إنهم تعرضوا لها خلال تسع سنوات من الاعتقال. وأوضح الحدوشي في ندوة بالرباط نظمتها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، اليوم الخميس 9 فبراير الجاري، أن فرحتهم لم تكتمل ولن تكتمل إلا بإطلاق جميع المعتقلين دون استثناء، بدون قيود ولا شروط، منبها إلى أنه وقعت أخطاء قضائية وجاء "الإفراج عنا كتصحيح لها" متمنيا أن يطوى هذا الملف. وتحدث الحدوشي عما قال عنه أنواع التعذيب والتنكيل وما تعرض له من سب وتعنيف قائلا "علقت في مخفر المعاريف كما تعلق الشاة وضربت ضربا أفقدني بصري في عيني اليسرى"، وأضاف أنه أغمي عليه ثلاثة أيام بعد ذلك. واسترسل نفس المتحدث في ذات الندوة التي حضرتها هسبريس بوصف ما تعرض له قائلا، "جردنا من ملابسنا كما ولدتنا أمهاتنا وطُلب منا أن نركع وبدؤوا يعبثوا بعوراتنا". وأكد نفس المتحدث في الندوة التي حضرها إلى جانبه كل من حسن الكتاني الذي كان بسجن الزاكي بسلا، ومحمد رفيقي المعروف بأبي حفص الذي كان موجودا بسجن بوركايز بفاس، أنه قضى 9 أيام تحت التعذيب موضحا أنهم وقعوا على المحاضر وهم مغمضي الأعين. واسترسل الحدوشي في كشف عن معاناته السجنية بالقول أنه أطلع القاضي في إحدى الجلسات على أثار التعذيب، ولم يحرك ساكنا لأن القضاء كان يسير بالتعليمات متسائلا كيف يعقل أن نمنع من الدخول للمراحيض إلا بإذن من شرطي، ولا من يجيب. وبخصوص التطبيب وصفه الحدوشي بالقول إنه في غاية السوء، مستدلا على ذلك بأن حبة دواء من نوع واحد تصلح لجميع الأمراض وهي نفسها التي تعطى للنساء الحوامل وفي مرات يقدمون لك مجموعة من الأدوية ويقال لك اختر ما تريد.