بداية قراءة رصيف صحافة الأربعاء من "المساء" التي ذكرت أن الوضع الميداني عقب إعلان رئيس الحكومة تمديد حالة الطوارئ الصحية إلى 10 يونيو، يؤشر على بداية فعلية لتخفيف إجراءات الحجر الصحي في مناطق غير موبوءة. الأيام القليلة الماضية شهدت بشكل واضح مرونة في التعاطي مع حركة أنشطة اقتصادية في فضاءات عرفت بروز بؤر لعدوى كورونا، بينما مناطق مغاير آخذة في سن تدابير لإنعاش الاقتصاد المحلي الخاص بها؛ منها شفشاون وتدابيرها الاستثنائية لعودة بعض الأعمال التجارية. وذكرت "المساء" أن نقابيين في المدينة الجبلية قالوا عقب لقائهم مع عامل الإقليم إن السلطة الإدارية سمحت بفتح محلات بيع الألبسة في أواخر شهر رمضان الجاري، وأيضا متاجر الأزياء التقليدية ونظيرتها الخاصة بالأحذية. وطالب عامل الإقليم من المهنيين المعنيين، خلال افتتاح متاجرهم من التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء، احترام الإجراءات الاحترازية التي تفرضها حالة الطوارئ الصحية المستمرة، كما جرى السماح لحرفيين باستئناف أنشطتهم، أبرزهم الكهربائيون والسباكون ومصلحو الهواتف المحمولة. في الخبر الرياضي، قالت "المساء" إن تمديد "الطوارئ" يجعل استئناف منافسات البطولة الوطنية لكرة القدم غير ممكن حتى أواخر شهر يوليوز القادم، وذلك إن عاد اللاعبون إلى التداريب بمجرد انتهاء الحجر الصحي في 10 يونيو. وكانت اللجنة الطبية قد أوصت بلعب الفرق مقابلة واحدة في الأسبوع خلال الشهر الأول، ما يعني أن باقي أطوار الدوري لن تكتمل حتى شهر أكتوبر إذا لم تتوقف من أجل السماح بالمقابلات الدولية للنخبة والأندية، وبالتالي فمتى سيبدأ الموسم 2020-2021؟ "العلم" جاء ضمنها أن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، يفتقر إلى تصور حقيقي من أجل رفع تدريجي لحالة الطوارئ الصحية، كما لا يستطيع التعبير عن رؤية اقتصادية لما بعد 10 يونيو المقبل. وتبقى الردود تتناسل بخصوص قرار تمديد الحجر الصحي الذي أعلن عنه رئيس الحكومة في جلسة برلمانية مشتركة بين مجلس النواب ومجلس المستشارين، وما يهم الأسابيع الثلاثة التي تمت إضافتها لفترة المواجهة المباشرة مع تفشي فيروس كورونا بالمغرب. الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، النعم ميارة، اعتبر أن المؤشرات الصحية التي يقدمها العثماني تجعل رفع الحجر غير ممكن حاليا، بينما المراهنة على رجوع قطاعات اقتصادية إلى العمل لم تشهد تقديم ضمانات حكومية بخصوص سلامة الأجراء. وفي حوار مع المنبر عينه، قال عبد الواحد الفاسي، طبيب القلب والشرايين وزير الصحة الأسبق، إن البرتوكول العلاجي الخاص بكورونا في المغرب قد أعطى نتائج إيجابية في الوقت المناسب، بينما يرتقب الاستمرار في ارتداء الكمامات 6 شهور على الأقل. وأضاف الفاسي أن دواء الكلوروكين ليس علاجا لفيروس كورونا المستجد، لكن هذا العقار يحد من ضراوة المرض، وهناك أدوية أخرى تبقى قادرة على معالجة الأعراض الناجمة عن "كوفيد-19" وتتيح السيطرة على الفيروس. الخبير الطبي، المشتهر بأدائه السياسي أكثر من تخصصه العلمي في أمراض القلب والشرايين، شدد على أن الأكل غير الصحي والإجهاد وراء الكثير من الأمراض المزمنة، كما يقف ذلك كسبب لانهيار عدد من المصابين أمام كورونا. وزاد عبد الواحد الفاسي أن التشريح أثبت إصابة 80% ممن طالتهم عدوى الجائحة بأمراض أخرى، أما فرضية خروج فيروس كورونا المستجد من مختبر صيني تبقى واردة، وقد أكد هذا الطبيب الفرنسي "مونطانيي" المتوج بجائزة نوبل. على صفحات "الأحداث المغربية" نقرأ أن العديد من الأسر في المجال القروي تعيش معاناة مضاعفة خلال فترة "الحجر الصحي" المستمرة في المغرب، خاصة بالمناطق النائية، لا سيما وأن تداعيات مواجهة كورونا جعلت معيليها يبتعدون عن المهن البسيطة التي يمارسونها. وأضافت اليومية أن هذه الفئة تشتكي عدم التوصل بأي تعويضات مالية من تلك التي خصصتها الدولة للمتضررين من انتشار الفيروس في البلاد، وتطالب بالتفاتة إنسانية تجاهها، ولا تتردد في تأكيد تعرضها لمعاناة مضاعفة خلال فترة الحجر الصحي. ونظم سكان دوار "توربظيط"، في قيادة بوزمو بدائرة إملشيل بإقليم ميدلت، احتجاجا رمزيا سميّ "اعتصاما داخل المنازل"، للمطالبة بالحق في الدعم المخصص للأسر، ووقفوا أمام أبواب مساكنهم حاملين لافتات تتشبث بالمطلب من جهة، وتدعو إلى احترام الحجر من جهة ثانية. في حيز آخر، قالت "الأحداث المغربية" إن تدوينة لمن يقدم نفسه "ممثل البوليساريو في فرنسا" قد عبرت عن الرعب المتمكن من قيادة الجبهة في تندوف؛ إذ ذكر أبا بشريا أن التنظيم "حركة تحرر وطنية، ليست حزبا سياسيا ولا تتبنى أيديولوجية محددة". واعتبر المعلقون على هذا التعبير أن البوليساريو تتباكى لاسترجاع خطابها الحماسي، رافضة الانتباه إلى التآكل الذي تعرضت له طيلة العقود الماضية. واتهم بشريا باستعمال هذا التعبير عقب الرعب الذي مس "كبار الجبهة" من المعارضة المتكتلة في حركة "صحراويون من أجل السلام".