حققت السنة الأولى للمرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية حصيلة غنية بالإنجازات والمبادرات، على مستوى كافة برامجها التي شكلت الأعمدة الأساسية للرؤية الجديدة للمبادرة. وتعزز حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المكتسبات والإنجازات التي تحققت في الوقت الذي تخلد فيه المبادرة الذكرى ال15 لإعطاء انطلاقتها من لدن الملك محمد السادس (18 ماي من كل سنة)، تحت شعار "جميعا متحدون ومعبؤون للتخفيف من أضرار جائحة كورونا ولمواصلة مسيرة تنمية الرأس المال البشري". ففيما يخص البرنامج الأول، والذي يهدف إلى مواصلة الجهود المبذولة خلال المرحلتين الأوليين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمساهمة في الحد من الفوارق المجالية والاجتماعية وتحسين ظروف عيش الساكنة القروية؛ وذلك من خلال خمسة محاور ذات أولوية تهم البنيات والخدمات الاجتماعية الأساسية المتعلقة بالصحة والتعليم والكهربة القروية والتزود بالماء الصالح للشرب وكذا إنجاز الطرق والمسالك. وقد مكن هذا البرنامج خلال سنة 2019 من برمجة نحو 522 مشروعا على الصعيد الوطني، أنجز منها 186 مشروعا والباقي في طور الإنجاز، وذلك لفائدة 744 ألف شخص، بغلاف مالي يناهز 684 مليون درهم. ويهدف البرنامج الثاني إلى مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وإرساء إطار عيش كريم يصون كرامة الأفراد ويروم تقديم الدعم والمواكبة اللازمين من اجل ضمان إدماجهم الاجتماعي والاقتصاد. وقد عرف هذا البرنامج، برسم سنة 2019، بناء 31 مركزا للاستقبال وتجهيز 89 آخرا عبر مختلف جهات المملكة، وكذا اقتناء 45 سيارة إسعاف ووحدة طبية متنقلة. أما البرنامج الثالث فيهدف إلى تحسين الدخل وتشجيع الإدماج الاقتصادي للشباب عبر مواكبة المقاولين وحاملي المشاريع، والمساهمة في تطوير إدماج الشباب في سوق الشغل وتعزيز حظوظهم عبر ملاءمة مؤهلاتهم وتطوير مهارتهم الفنية (Soft Skills)، ووضع إطار مؤسساتي يشجع على التنسيق بين مختلف المتدخلين في مجال الإدماج السوسيو-اقتصادي للشباب. وقد جرى في إطار إنجازات هذا البرنامج، خلال السنة المنصرمة، تأهيل وتجهيز 62 فضاء خاصا بالشباب تحت مسمى "منصة الشباب" موجهة للاستقبال والإنصات والتوجيه. ومن بين الإنجازات المسجلة كذلك في إطار هذا البرنامج، تشغيل 1578 مربية ومربيا في إطار برنامج تعميم التعليم الأولي بالمجال القروي، ومواكبة إقليمجرادة لتشغيل 1500 شاب، وبلورة منظومة للتنمية المحلية في إطار برنامج إنعاش الاقتصاد والتنمية القروية في المناطق النائية بالمغرب على مستوى 12 إقليما بشراكة مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي. كما تمت، أيضا، مواكبة مشروع "دعم الإدماج الاقتصادي للشباب" بجهة مراكش-آسفي، بتمويل من البنك الدولي تبلغ قيمته 55 مليون دولار ومجموعة من الشركاء المؤسساتيين، بهدف دعم تشغيل 25 ألفا و500 شاب، وإنشاء 1500 مقاولة ودعم 400 تعاونية. كما تمت برمجة 536 مشروعا مدرا للدخل في 49 عمالة وإقليما لصالح 3471 مستفيدا، بتكلفة إجمالية بلغت 231 مليون درهم ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 136 مليون درهم. وبخصوص البرنامج الرابع، فيهدف إلى الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، لا سيما من خلال تحسين الوضعية الغذائية والصحية للأم والطفل، وتعميم التعليم الأولي في المناطق القروية والنائية، وتشجيع التفوق المدرسي، ومحاربة الأسباب الرئيسية للهدر المدرسي. ففي محور "صحة وتغذية الأم والطفل"، فقد تم عقد اتفاقية ثلاثية الأطراف بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة ومنظمة اليونيسيف، واقتناء معدات طبية لفائدة 596 مركزا صحيا على مستوى 14 إقليما بثلاث جهات بالمملكة، وبناء وتأهيل 44 دارا للأمومة، واقتناء 107 سيارات إسعاف. وفيما يتعلق بمحور "تعميم التعليم الأولي في المناطق القروية والبعيدة"، فقد تمكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال السنة الماضية، من إحداث 1217 وحدة للتعليم الأولي يستفيد منها 33 ألفا و164 طفلا تحت تأطير 1780 مربيا ومربية. وتميزت سنة 2019، في موضوع "تشجيع التفوق المدرسي، ومحاربة الأسباب الرئيسية للهدر المدرسي"، ببرمجة بناء وتأهيل 126 دارا للطالب والطالبة لفائدة 8300 تلميذ واقتناء 400 حافلة لدعم النقل المدرسي لفائدة 21 ألفا و700 تلميذ، واستفادة 4,5 ملايين تلميذ(ة) من المبادرة الملكية "مليون محفظة". كما تم إطلاق تجربة نموذجية للدعم المدرسي على مستوى جهة سوس-ماسة، استفاد منها في مرحلة أولى 2400 تلميذ(ة) في أفق تعميمها على باقي جهات المملكة.