دب الهلع في صفوف العشرات من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة بالدار البيضاء بعد تداول شريط فيديو يتحدث عن كون إحدى المصابات بفيروس كورونا المستجد قد انتقلت إلى المستشفى على متن سيارة للأجرة، ولم تنتظر سيارة الإسعاف المخصصة لمثل هذه الحالة. ومنذ أمس الجمعة والعشرات من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة يتوجهون صوب مخفر الشرطة بمنطقة بنمسيك، التابعة لمنطقة مولاي رشيد بالدار البيضاء، للمطالبة بإخضاعهم للتحليلات المخبرية لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بالعدوى. وللغرض ذاته، تجمع عدد من زملائهم بمكتب مراقبة السيارات بشارع الروداني وبالمحطة الطرقية اولاد زيان، خاصة أن لا أحد منهم يعلم إن كان هو من نقل السيدة المصابة. وأثار هذا الأمر غضبا في صفوف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة الذين اعتبروا أن السلطات الحكومية لم تتعامل بالجدية المطلوبة مع وضعهم، سواء بالدار البيضاء أو بباقي مدن المملكة، في قضية حالة الطوارئ. وقال مصطفى الكيحل، الكاتب الوطني للاتحاد الديمقراطي للنقل الطرقي للمغرب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "كان من الواجب على السلطات منع جميع سائقي سيارات الأجرة من الاشتغال في هذه المرحلة الحرجة، وليس ترك الاختيار لهم، ما قد يعرضهم ويعرض الزبناء للإصابة بالفيروس". وأضاف أن "اشتغال البعض وتوقف البعض الآخر خلق نوعا من التذمر والاستياء وسط هؤلاء الذين يستغربون هذا الأمر، خصوصا أن الملتزمين منهم بالطوارئ والحجر الصحي باتوا يعيشون وضعا مزريا نظرا لظروفهم المعيشية". وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر تنقل وحدة لتتبع الحالات المصابة ب"كوفيد-19" إلى المدينة القديمة بالدار البيضاء قصد نقل حالة مشتبه في إصابتها إلى المستشفى، غير أن الطاقم الطبي تفاجأ بعدم تواجدها في المنزل وبأنها تنقلت عبر سيارة للأجرة إلى مستشفى مولاي يوسف. وأثار هذا الفيديو المتداول بمواقع التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة بسبب ما قد يترتب عن هذا التصرف من إمكانية نقل العدوى إلى أشخاص آخرين.