أثارت تصريحات موثقة ب"الفيديو" لقنصل المغرب في مدينة وهران جدلاً واسعاً في الجارة الجزائر، ما ينذر بتوتر جديد في العلاقات الدبلوماسية المغربية الجزائرية. وتناقلت وسائل إعلام جزائرية، بشكل واسع، مقطع "فيديو" لقنصل المغرب في وهران خلال حديثه مع مجموعة من المغاربة العالقين بالجزائر، الذين تجمعوا أمام القنصلية للمطالبة بإعادتهم إلى المغرب، وصف فيه الجزائر ب"البلد العدو". وطالب الدبلوماسي المغربي الشباب العالقين بعدم التجمع أمام باب القنصلية، قائلاً: "راكم عارفين شنو كاين حنا في بلاد عدوة"، في إشارة إلى العلاقات العدائية بين الرباطوالجزائر. وفي الوقت الذي نفى فيه القنصل المغربي صحة تلفظه بعبارة "بلاد عدوة" معتبراً الأمر مجرد "فبركة" لتصريحاته خلال حديثه مع العالقين، تناسلت ردود أفعال غاضبة من قبل الإعلام الجزائري وصلت إلى حد المطالبة بطرد المسؤول المغربي من الجزائر. واعتبر دبلوماسي جزائري تصريحات القنصل المغربي في وهران بمثابة "انزلاق خطير ولا يليق بالعمل الدبلوماسي"، واصفاً إياها ب"غير المسؤولة وغير المقبولة". وأضاف دبلوماسي جزائري، لم يكشف عن هويته تحدث للموقع الجزائري الناطق بالفرنسية (TSA)، أن "مهمة القنصل كمسؤول في الجزائر أن يحرص على المساهمة في تعزيز العلاقات الودية مع الدولة المستقبلة، وفقا لما تنص عليه الأعراف والعلاقات الدبلوماسية". ونقلت مصادر جزائرية غير رسمية استدعاء وزارة الخارجية الجزائرية لسفير المغرب بالجزائر لتبليغه احتجاجاً رسمياً وطلب توضيحات بشأن صحة مقطع "الفيديو" الذي جرى تداوله بشكل واسع. في مقابل ذلك، اعتبر معلقون مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي أن القنصل المغربي لم يقل سوى الحقيقة التي لا يمكن أن ينكرها أي أحد؛ وهي أن العلاقات المغربية الجزائرية يطبعها العداء من قبل النظام الجزائري، على الرغم من العلاقات الودية بين الشعبين. وقبل أيام، هاجم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال القمة الافتراضية لمجموعة الاتصال لحركة دول عدم الانحياز، المغرب، مقحماً نزاع الصحراء ضمن الأراضي التي تعيش تحت "الاحتلال" كما هو حال القضية الفلسطينية، علماً أنه لا توجد مقارنة بين القضيتين الفلسطينية والصحراوية باعتراف جميع القرارات الدولية. وفي عز أزمة "كورونا"، عمد الجيش الجزائري، في خطوة غير مسبوقة، إلى تنفيذ مناورة عسكرية كبيرة تحت عنوان "الوفاء بالعهد" في محافظة تندوف حيث تتواجد جبهة البوليساريو، بالقرب من الجدار الرملي العازل بالحدود المغربية؛ وهي خطوة استفزازية تحمل الكثير من الدلالات.