في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد بسبب أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد وتوقف الدراسة، وجد عدد من آباء وأولياء التلاميذ ببعض المدارس الخاصة أنفسهم مضطرين للمطالبة بضرورة تخفيض رسوم التسجيل في هذه الفترة العصيبة. وفي الوقت الذي تخلت فيه بعض المؤسسات التعليمية الخاصة عن استخلاص واجبات التمدرس الشهرية، بينما قامت أخرى بإعفاء أولياء الأمور من بعض الواجبات كرسوم التنقل، فإن مدارس خاصة أخرى ما تزال تطالب الأسر بالمبالغ كاملة التي كانت تؤديها شهريا قبل زمن كورونا. ولفت عدد من الآباء المطالبين بتخفيض رسوم التسجيل السنوية وواجب التمدرس خلال أشهر أبريل وماي ويونيو إلى كون التعليم عن بعد جعلهم يؤدون عدة أدوار ويتحملون مصاريف إضافية، بدءا من دور الأستاذ عبر شرح الدروس ومتابعة أبنائهم المباشرة، إلى إلى توفير مجموعة من الوسائل والأدوات اللوجيستيكية اللازمة لذلك، كالاشتراك في خدمة الإنترنت المنزلي واقتناء حواسيب وآلات طباعة وأوراق وغيرها. وشدد بعض الآباء على أنهم وجدوا أنفسهم في ظل جائحة كورونا يتحملون مجموعة من التبعات المالية الطارئة؛ فقد تم الاقتطاع من أجورهم، خصوصا بالنسبة للموظفين، وسحب جميع التعويضات عن المسؤولية، وتخفيض أجور العاملين في القطاع الخاص، وتوقف بعضهم عن العمل، خصوصا ممن يمارسون أعمالا حرة. ونظرا لهذه الظروف التي تمر منها البلاد والمواطنون، دعا العديد من أولياء أمور التلاميذ ببعض المدارس الخاصة هذه الأخيرة إلى تخفيض 50 بالمائة بالنسبة إلى جل الأقسام، و70 بالمائة لأقسام ما قبل التمدرس، من رسوم التسجيل السنوية وواجب التمدرس للأشهر المذكورة، بما يضمن تغطية مصاريف المؤسسات الأساسية والحفاظ على مبدأ العدالة الاقتصادية. ويؤكد عدد من الآباء وأولياء الأمور أن ساعات العمل وتواصل الأساتذة بهذه المدارس الخاصة مع التلاميذ تقلصا بشكل كبير، ناهيك على صعوبة الاستيعاب عن بعد وضعف طرق الشرح، وهو ما يستوجب مراعاة هذه الظروف والعمل على تقليص واجبات التمدرس الشهرية. وكانت بعض المؤسسات التعليمية الخاصة قد عمدت إلى إعفاء الآباء وأولياء الأمور من واجبات التمدرس، فيما تخلت أخرى عن مصاريف النقل المدرسي نظرا لعدم استعماله، إلى جانب المرونة من طرف بعضها في استخلاص الواجبات المدرسية بالنسبة للآباء الذين تضررت وضعيتهم المادية. وسبق لعبد السلام عمور، رئيس رابطة التعليم الخاص بالمغرب، أن دعا في تصريحات صحافية المدارس الخاصة إلى التضامن بينها وبين آباء وأولياء التلاميذ في إطار تدبير تداعيات جائحة كورونا.