تعد حرقة المعدة من المتاعب الصحية المزعجة للغاية؛ حيث يعاني المرء من ألم حارق خلف عظمة القص بعد تناول وجبة دسمة أو أطعمة حريفة. وفيما يلي نظرة سريعة على أسباب وأعراض حرقة المعدة وكيفية علاجها والوقاية منها. وترجع أسباب حرقة المعدة إلى العضلات في معظم الأحيان؛ حيث يمر الطعام من الحلق إلى المعدة عبر المريء، وعادة ما يتم غلق الطرف السفلي للمريء في مدخل المعدة؛ نظرا لأنه لا يجوز ارتجاع الطعام المختلط بعصارة المعدة إلى المريء مرة أخرى. وبالنسبة للأشخاص الأصحاء فإن هذه المنطقة، التي تندمج فيها عضلات المريء والمعدة، يتم فتحها وغلقها عند تناول الطعام والشراب أو لفترة قصيرة عند التجشؤ، ولكن عند انخفاض قدرة العضلات على الانقباض في هذه المنطقة، فقد يسمح ذلك بارتجاع عصارة المعدة الحامضة إلى المريء، وهو ما يظهر في صورة ألم حارق خلف عظمة القص. وأوضح البروفيسور هربرت كوب، من الجمعية الألمانية لأمراض الجهاز الهضمي والأيض، قائلا: "يعاني بعض الأشخاص من حرقة المعدة العارضة مثلا أثناء الإجازات أو بعد تناول أكلة دسمة". وأكد الطبيب الألماني أن هذه الحالة غير ضارة وتزول من تلقاء نفسها، ويشعر الكثير من الأشخاص بالحموضة من وقت إلى آخر، ولكنها حموضة الهواء وليس السائل في أغلب الأحيان، وهو أمر طبيعي للغاية. حيلة بسيطة ومن جانبها، أوضحت أورسولا زيلربيرج، من الغرفة الاتحادية للصيادلة الألمان، أن هناك حيلة بسيطة تساعد المرء في التخلص من حرقة المعدة في بعض الأحيان؛ حيث يكفي تناول كوب كبير من الماء لفترة قصيرة للتغلب على حرقة المعدة الحادة، وبهذه الطريقة يتم طرد حمض المعدة من المريء وإعادته إلى المعدة، ويعمل اللبن على ربط حمض المعدة بصورة أفضل. ودائما ما ينصح الأطباء في حالات حرقة المعدة المتفرقة بالتنزه سيرا على الأقدام بعد تناول الطعام، بينما لا يجوز الاستلقاء؛ لأن ذلك يساعد على ارتجاع عصارة المعدة إلى المريء بسهولة، ومن ضمن النصائح الأخرى أن يتم النوم مع رفع الرأس، ومن الأفضل الاستلقاء على الجانب الأيسر، حتى لا يحدث ارتجاع لعصارة المعدة بسهولة بسبب انحناء المعدة. وبصفة عامة قد يرجع ضعف العضلات في المنطقة بين المريء والمعدة إلى أسباب مختلفة، مثل تمزق الحجاب الحاجز. وأضاف البروفيسور الألماني هربرت كوب أنه غالبا ما يتم اكتشاف مجموعة من الاضطرابات المختلفة مع وجود حرقة المعدة، وتمكن المشكلة في أن شدة الأعراض لا تمثل علامة موثوقة؛ حيث يشعر جميع الأشخاص بالأعراض بطريقة مختلفة، وغالبا لا تكون هناك علاقة مباشرة بين كمية السائل، الذي يرتجع في المريء، والأعراض والشكاوى الموصوفة من المريض. مثبطات مضخة البروتون وعندما تكون حرقة المعدة مؤلمة للغاية ففي هذه الحالة يتم علاجها بواسطة الأدوية المثبطة للحمض من مجموعة مثبطات مضخة البروتون (PPI). وتتوفر بعض هذه الأدوية في الصيدليات بدون وصفة طبية، وأوضح البروفيسور الألماني هربرت كوب قائلا: "تعمل حاصرات الأحماض على تقليل إنتاج الحمض في المعدة وترفع الأس الهيدروجيني لمحتويات المعدة، وبالتالي الأس الهيدروجيني للسائل، الذي يرتجع إلى المريء". وعلى الرغم من عدم وجود آثار جانبية للأدوية، إلا أنه يجب تناولها عند الحاجة إليها فقط. ولا تجدي حاصرات الحمض نفعا في بعض الأحيان، فمثلا إذا كانت كمية الحمض، الذي يرتجع في المريء كبيرة، فعندئذ يكون تأثير حاصرات الحمض محدودا. وهنا يمكن التفكير في اللجوء إلى العلاج الجراحي، مثلا في حالة المرضى، الذي يصل معهم السائل إلى الحلق عند محاولة ربط الأحذية، وإذا استمرت الأعراض لمدة أطول من أسبوعين أو إذا ظهرت أعراض مثل القيء (مع الدم)، أو صعوبة في البلع أو السعال وضيق التنفس أو فقدان التوازن، فعندئذ يجب استشارة الطبيب. قواعد للوقاية وأوضحت الصيدلانية زيلربيرج بعض القواعد البسيطة للوقاية من حرقة المعدة، ومنها تناول الكثير من الوجبات الصغيرة في اليوم بدلا من عدد قليل من الوجبات الكبيرة، مع الحرص على تناول الوجبات قليلة الدسم والغنية بالبروتينات مثل الجبن الرايب أو اللحوم الخالية من الدهون، والتي يسهل هضمها، والإقلال من تناول الطعام في المساء قدر الإمكان وأن تكون المعدة خالية تماما عند الخلود للنوم. ومن الأفضل أن تكون هناك فترة ثلاث ساعات بين العشاء ووقت النوم، كما يجب التخلي عن ارتداء الملابس الضيقة، ومن الأمور المهمة، التي تساعد على الوقاية من حرقة المعدة أيضا، تجنب التوتر والضغط العصبي وممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء. *د.ب.أ