قدّمت أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات عدداً من التوصيات تتضمن إجراءات مُواكبة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، بهدف الحفاظ على المكتسبات واستشراف المستقبل بالتكنولوجيا الحديثة. وجاء في بلاغ للأكاديمية، صدر الأسبوع الجاري، أن هناك ضرورة لإحداث مجموعة عمل متعددة التخصصات في مجال الدراسات الوبائية وتحليل البيانات، باستخدام الهندسة الرقمية والذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص فيما يتعلق بانتشار وباء "كوفيد-19" وبروتوكولات التكفل العلاجي وتطورات الحالات الصحية للمرضى. واقترحت الأكاديمية أن تكون هذه المجموعة مسؤولةً عن تجميع الأبحاث الوطنية والدولية ذات الصلة بفيروس كورونا المستجد، إضافة إلى تطوير استراتيجيات الحَجر الصحي ورفعه بناءً على دراسات سلوك المواطنين والفئات العمرية. كما اقترحت أيضاً الشروع في أبحاث فيروسية بهدف فهم هذا الفيروس المستجد على مستوى الجيني والمناعاتي من أجل ضمان تتبع طفراته المحتملة، إضافة إلى الآليات التي تؤدي إلى التهاب الرئة والتهاب الأوعية الدموية. وأعلنت المؤسسة البحثية عن إرساء نظام لدعم البحث بهدف استقطاب مجموعات بحثية، بما في ذلك الباحثون الجامعيون المتخصصون والخدمات الطبية والمؤسسات العمومية والخاصة، حول موضوعات ذات أولوية وصلة بدراسة الجوانب الفيروسية والجينية والسريرية والوبائية والوقائية، من خلال إطلاق مشاريع ستُمولها. وجددت الأكاديمية مطلبها الذي قدمته منذ خمس سنوات، المتعلق بإنشاء مؤسسة وطنية للأبحاث الطبية الحيوية (Institution Nationale de Recherche Biomédicale (INAREB))، التي يُمكن أن تعمل بطريقة تُمكن من تجنب البيروقراطية الإدارية بالاعتماد على تنظيم وتجميع الوحدات القائمة والتابعة لمؤسسات الصحة العمومية والجامعات والشركات. وشددت المؤسسة في توصياتها على ضرورة استخلاص الدروس من أجل اتخاذ قرارات استشرافية قادرة على تعزيز المكتسبات، ناهيك عن الحاجة إلى المبادرات التي يمكن أن تنقذ الأرواح وتسهل التشخيص حتى يتمكن المرضى من تلقي الرعاية المثلى بدمج أحدث الابتكارات في كل مجال من مجالات البحث. ويستدعي الظرف الذي يعيشه المغرب، حسب الأكاديمية، ضرورة دعم البحث وإعطائه الأولوية من خلال تطوير منصات بحث وطنية مُستدامة مخصصة لإجراء أبحاث استشرافية قادرة على استباق الأوبئة في المستقبل. وفي هذا الصدد، أعلنت المؤسسة البحثية أنها تعتزم تنظيم ندوة عبر الإنترنت لاستقبال أفكار علماء مغاربة، سواء داخل المملكة أو خارجها، بغرض تحديد أهداف البحث والتطوير على المديين القصير والمتوسط. كما تستعد الأكاديمية أيضاً لتنظيم ندوة دولية بمشاركة عدد من الباحثين المغاربة والأجانب المعروفين بأعمالهم في مجالات الأمراض المُعدية وفي علوم المناعة والوراثة والأوبئة، من أجل المساهمة في التحليل المتقاطع للجائحة وعواقبها وأوجهها المستقبلية. يشار إلى أن الأكاديمية عبارة عن فضاء للتفكير، مهمتها تشجيع وتنمية البحث العلمي والتقني، والمساهمة في وضع التوجهات العامة والأساسية للتنمية العلمية والتقنية، إضافة إلى تقديم توصيات حول الأولويات في مجال البحث، وتمويل برامج البحث وتقييمها، والسهر على إدماج البحث العلمي المغربي في المحيط السوسيو-اقتصادي الوطني والدولي.