اعتبر أحمد مركوش، عمدة أرنهايم الهولندية، أن منع المئات من مغاربة هولندا من مغادرة التراب المغربي بعد قيام السلطات المغربية بإغلاق كامل للحدود الجوية والبحرية، وصعوبة الاتصال لكل من لاهاي والرباط، أمر غير مقبول البتة. وشدد مركوش، في نداء توصلت به هسبريس، على أن المواطنين لا يجب أن يكونوا ضحايا صراع ديبلوماسي بين البلدين، وبالأخص في زمن هذه الأزمة الحادة التي تمر بها البشرية. وقال عمدة المدينة الهولندية ذو الأصل المغربي: "الآن وأكثر من أي وقت مضى، يتوجب تفعيل شرعة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان ونهج مسلك التعاون والتعاضد والتآخي بين الأمم لصالح الشعوب". وأضاف: "لذلك ننتظر من هولندا والمغرب أن يتجاوزا خلافاتهما في هذا الظرف الذي اتسم بتفشي وباء كورونا وأن يتعاونا على إعادة مغاربة هولندا العالقين هناك قبل فوات الأوان، لأن من بينهم من يعاني من أمراض مزمنة وهناك نساء حبالى، مع ملاحظة نقص ملموس في مستلزمات الرعاية اللازمة لهم في المغرب". ولفت العمدة إلى أنه في مثل هذه الظروف العصيبة، يحتاج عدد من الهولنديين وكثير من الهولنديين المغاربة أن يلتحقوا بمقار سكناهم وإقاماتهم ليجتمعوا بأسرهم وذويهم، موردا أن "المغنية أنوك ذهبت إلى المغرب لأربعة أيام لتسجيل أغان جديدة، هي الآن عالقة هناك منذ أسابيع دون التمكن من العودة إلى أبنائها الستة، وكذلك يعاني مغاربة هولندا من هذه العزلة وينتابهم الخوف من المصير المجهول لبعدهم عن أبنائهم وآبائهم وعدم التمكن من العودة إلى أماكن إقامتهم". وأبرز أحمد مركوش أن من بين العالقين في المغرب أشخاص يريدون العودة لدعم أفراد أسرهم ممن أصيبوا بوباء كورونا وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم أو دفن موتاهم، "ثم إن هناك من يرغب في المساهمة في مقاومة الجائحة من خلال مؤسسات العناية الصحية والمستشفيات، فمن بينهم أطباء وممرضون وعمال نظافة، إذن فنحن كمجتمع في حاجة أيضا للهولنديين المحتجزين في المغرب العاملين في مختلف التخصصات من علماء، محامين، سائقي الحافلات، المعلمين، وسعاة بريد". والتمس عمدة مدينة أرنهايم الهولندية من سلطات لاهاي والرباط العمل على إعادة المواطنين إلى هولندا؛ إسوة بكندا وفرنسا وإنجلترا.