دعا يوسف العمراني، سفير المملكة المغربية بجنوب إفريقيا وبوتسوانا والمالاوي وإيسواتيني، المقيم ببريتوريا، إلى التضامن الإفريقي كحل من أجل التغلب على فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19". دعوة الدبلوماسي المغربي جاءت في مقالة نشرت على الجريدة اليومية "دايلي مافريكو"، بعنوان "روح التضامن من المغرب"، أكد من خلالها أن إفريقيا يجب أن تتولى أمورها بنفسها أكثر من أي وقت مضى، وأن تتحمل مسؤولية مصيرها عن طريق التزام جماعي متجدد يضع التنمية البشرية في صلب أولوياته. فلا ينبغي للقارة، يقول العمراني، "أن تكون سلبية في عالم أظهر نظامه متعدد الأطراف حدوده والعولمة عيوبها..فإذا كانت اليوم المساعدة المالية والتقنية من أقطاب أخرى مرحب بها فإنها لن تشكل لوحدها خلاصا لقارة ذات تحديات متعددة". وفي ما يخص جهود المغرب المبذولة لمواجهة فيروس كورونا، أكد الدبلوماسي أن المملكة لم تدخر أي جهد في هذا الإطار من أجل حماية المواطنين من فيروس فتاك لا يبالي بخصائص أي بلد، ولا يستثني في هجومه فئات اجتماعية معينة أو جنسيات أو دينا محددا. وأضاف الدبلوماسي ذاته: "التضامن العام الذي يمكن ملاحظته بوضوح اليوم داخل المجتمع المغربي، والذي يميز سلوك مواطنينا، يشكل مثالا بليغا للإنسانية الأصيلة والعميقة في قلوب المغاربة. فضد خطر الفيروس، يقف المغرب اليوم بجميع مكوناته وقفة رجل واحد ملؤها الفخر والاعتزاز والانتماء الوطني". كما أشار يوسف العمراني إلى أن المسألة هنا تتعلق برقي ووعي الشعب المغربي وقوة الأواصر والروابط التي تؤلف بين جميع أفراد الأمة المغربية، والتي لا يمكن إلا أن تحقق النصر في مثل هذه الظروف الصعبة. من جهة أخرى، أكد السفير على ضرورة التضامن وأهميته الكبيرة في الخروج من هذه الأزمة الصحية المتفشية في جميع أرجاء العالم، والتي لن يتم التغلب عليها إلا بشكل مشترك؛ ف"التضامن يبقى سمة كل طموح إنساني إلى تحقيق عودة الحضارة إلى أصلها ومنبعها كممر ضروري نحو الأمان والرقي بعد كل ما شابها من خلط ولبس". وشدد العمراني على كون إفريقيا باعتبارها مهد الإنسانية وأرض القيم تعمل جاهدة على تلبية حاجيات لن تقتصر على الأرقام والقدرات المالية أو المصالح النرجسية؛ ف"الإنسان وبكل تعقيداته يظل حاضرا في صميم اهتمامات أجندة قارية مسؤولة تحركها رؤية وقيادة قوية". وأكد السفير بهذه المناسبة على وجوب الاستناد مستقبلا في التخطيط إلى إستراتيجيات أكثر استباقية من أجل تعزيز نموذج تنموي جديد بعيد كل البعد عن معايير الأمس، نموذج يتماشى مع واقع قارة ذات إمكانات لا حصر لها. "ذلك هو الطموح الذي يشكل جوهر الرؤية التي حملها الملك محمد السادس إلى أعلى مستوى من أجل إفريقيا كقارة تتقدم بخطوات ثابتة وحازمة على طريق التقدم والازدهار. هذه الرؤية الشاملة في نهجها والمتحدة في عملها تظهر جليا في التزامات المغرب الراسخة والثابتة تجاه قارته التي ينتمي إليها وأسرته المؤسسية الإفريقية وإخوانه وأخواته الأفارقة"، يقول الدبلوماسي المغربي، ويختم: "ففي مثل هذه الظروف الصعبة لن نتغلب على فيروس كورونا المستجد إلا بوحدة القلب والعمل".