برزت خلال الأيام الأخيرة اختراعات علمية أملاها البحث عن وسائل لتقوية التجهيزات الطبية داخل المستشفيات، لجعلها قادرة على تجاوز الضغط الذي تعاني منه، بسبب الإقبال الذي فرضه انتشار فيروس "كورونا" المستجد. من الاختراعات التي خرجت إلى حيّز الوجود هذه الأيام في المغرب، هناك جهازان طبيّان ابتكرتهما أدمغة أطر من المجمع الشريف للفوسفاط، وتم وضعهما رهن إشارة الأطقم الصحية بمستشفى الحسن الثاني بمدينة خريبكة. الجهاز الأول هو عبارة عن قناع واقٍ، صُمّم للأطباء والممرضين، من أجل حمايتهم من عدوى فيروس "كورونا" أثناء مزاولة عملهم؛ أما الجهاز الثاني فهو عبارة عن مُوصل للتنفس الاصطناعي، يمكّن من استعمال جهاز تنفس واحد من طرف مريضين في الآن نفسه. اختراع هذين الجهازين انطلق من فكرة انبثقت من منصة للتجارب بعد نشر هاشتاغ "متضامن_OCP"، والذي اقترح على المبتكرين من كفاءات المكتب الشريف للفوسفاط تطوير حلول تقنية من مصادر علمية مفتوحة "Open source"، أمام المبتكرين في كافة أنحاء العالم، لصناعة أدوات وتجهيزات طبية مثل الأقنعة والصمامات. ياسين إندعلي، أحد أطر المكتب الشريف للفوسفاط، وواحد من فريق العمل الذي طوّر الجهازين الطبيين اللذين وضعا رهن إشارة مستشفى خريبكة، لا يخفي فرحة نجاح المهمة التي قادها رفقة شريكيه في فريق العمل، بشيري جمال، وبلفاطمي يونس. "أخذنا قياسات المُوصل إلى جهاز التنفس الاصطناعي، وأعددنا نموذجا وجرّبناه فكانت النتيجة جيدة، وحملنا الجهاز إلى المستشفى حيث تمت إعادة تجريبه، وحظي بموافقة الأطر الطبية"، يقول ياسين إندعلي لهسبريس. أما القناع فكان أمره أسهل، إذ تم تطوير نماذج كانت متاحة في المصدر المفتوح على الأنترنت، باستخدام تقنية الطابعة ثلاثة الأبعاد imprimante 3d. وتم الاشتغال على الجهازين الطبيين سالفي الذكر داخل مركز الكفاءات الصناعية CCI، التابع للمكتب الشريف للفوسفاط بمدينة بخريبكة، وهو مركز قال ياسين إندعلي إنه مجهز بأحدث التقنيات والوسائل اللوجيستية والأدوات المتطورة، فضلا عن كونه يضم كفاءات ذات مؤهلات علمية عالية. ويندرج العمل الذي قام به ياسين إندعلي وزملاؤه ضمن الأعمال التي تنفذها مبادرة Act4community، وهي مبادرة تواكب حاجيات المجتمع في مدينة خريبكة والنواحي، كتوفير المساعدة للتعاونيات، والمدارس، وغيرها من الأنشطة التي تشمل مختلف المجالات.