أحدثت كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التابعة لجامعة بن طفيل بالقنيطرة، مبادرة نوعية تمثلت في إنشاء "خلية للاستماع والدعم النفسي"، تضم أساتذة ودكاترة متخصصين في علم النفس بالكلية ذاتها، من أجل توفير خدمات المرافقة والدعم النفسي عن بعد. ويأتي تأسيس هذه الخلية في ظل ما يعيشه المغرب اليوم من قلق وخوف جراء انتشار وتهديد فيروس "كورونا"، الذي فرض نمطا من الحياة مختلفا عن الحياة العادية؛ وضعية الحجر والالتزام بالمنازل والحد من حرية التنقل والتجمع، والوضعيات الوقائية التي تتطلب الكثير من الحذر والالتزام بشروط النظافة، وتجنب بعض السلوكات الاجتماعية التواصلية كالمصافحة وغيرها. وتسهر الخلية على توفير خدمات المواكبة والدعم النفسي عن بعد لفائدة ساكنة الغرب من طرف أساتذة علم النفس، عن طريق مجموعة من وسائط التواصل الاجتماعي خاصة (فيسبوك)، والمجموعات الخاصة بالتواصل الفوري (واتساب). وتتمثل الخدمات المقدمة، أساسا، في الاستماع إلى معاناة المواطنين والمواطنات في مختلف الأعمار، لمساعدتهم على تحرير انفعالاتهم السلبية، بتقديم نصائح وتوجيهات وإرشادات حول السلوك الصحي للأسر والعائلات والأطفال والشباب وكبار السن والأشخاص في وضعية إعاقة، وكذا إمدادهم بتقنيات الاسترخاء للتخفيف من حدة قلقهم ومعاناتهم مع مساعدتهم على تدبير انفعالاتهم السلبية وتوجيههم نحو سبل التكيف مع وضع الحجر. وبخصوص هذه المبادرة التضامنية، قال فوزي بوخريص، رئيس شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إن انخراط أستاذات وأساتذة المسلك المذكور في هذه المبادرة الإنسانية النبيلة، "له دواع وأسباب متعددة، أولا استمرارا للجهود الجبارة التي يبذلها أساتذة مسلك علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، معية زملائهم في باقي التخصصات الجامعية، في مجال التعليم عن بعد عموما، وثانيا كتعبير عن الإحساس بالمسؤولية والالتزام الذي تتحلى به هذه الثلة من الأساتذة الجامعيين المختصين في علم النفس، والذي جعلهم ينخرطون عن طواعية في تقديم الدعم والمساعدة النفسيين للمواطنين والمواطنات من أجل التكيف مع هذا الوضع الاستثنائي". وزاد المتحدث ذاته أن السبب الثالث لإخراج هذه الخلية للوجود، "يكمن في تأكيد عمق العلاقات التي تسعى جامعة ابن طفيل جاهدة لإقامتها مع محيطها السوسيو-اقتصادي القريب، خاصة مدينة القنيطرة ومنطقة الغرب عموما." وأضاف بوخريص أنّ المغرب في ظل هذه الأزمة، "في حاجة ماسة إلى مثل هذه المبادرات، لكونها تسهم في إشاعة روح التضامن والدعم، والتخفيف من معاناة بعضنا البعض، وتقليص حالات الخوف والهلع لدى بعض المواطنين المغاربة".