يوم الأحد 22 مارس 2020 استمعت للأخبار، وإذا بالأرقام تتناسل وتتزايد معلنة عن ارتفاع عدد حالات المصابين بفيروز كوفيد 19، ومعها يرتفع منسوب الخوف والهلع في صفوف المواطنين، وتزداد صرامة التدابير الإجرائية الوقائية للحد من خطورة انتشار هذا الفيروس، ويعيش معها التلميذ المغربي هول وجسامة المسؤولية على عاتقه في مواكبة ومواصلة التعلم الذاتي عن طريق التعلم عن بعد، وهذا يحتاج منا جميعا المواكبة والتهيئ النفسي للتلميذ(ة) حتى لا يبقى أسير الخوف والفوبيا الزائدة من الفيروس المستجد؛ الذي يشعر بها في محيطه أين حل وارتحل، بين أصدقائه وأقرانه، وفي وسط أسرته؛ حتى وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت قبل ظهور الوباء المنفذ الوحيد له ليطل من خلالها على ما يحيط حوله، والتعبير عن ذاته في عالمه الافتراضي؛ انزلق اغلبها نحو الإشاعة، ونشر الرداءة، وتكريس جو الخوف والهلع؛ مع العلم أن التوجيهات الطبية واضحة، والتدابير الاحترازية الصارمة معلومة لدى الجميع؛فعلى التلميذ (ة) في هذه المرحلة الدقيقة أنيعي ذلك بكل مسؤولية ووطنية، ويخلص نفسه من التداعيات النفسية لهذا الوباء ويعمل الجميع من أطر تربوية وإدارية وأسر مغربية، وإعلام، ومجتمع مدني، وكل المهتمين بقضايا التربية والتكوين وتنشئة الأجيال على خلق البيئة المناسبة لهذا التلميذ (ة) حتى لا تنكسر نفسيته، وتضعف عزيمته، ويفقد بوصلته، وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة من الموسم الدراسي، ولذا ينغي للتلفزة المغربية ووسائل الإعلام الوطنية المتنوعةالإكثار من برامج التمنية الذاتية والنفسية والتربوية والتحفيزية والبرامج ذات الطابع المهاري والمنهجي، كالتخطيط، والتنظيم ومنهجية القراءة والمذاكرة وبرامج معرفية آنية كالتعلم الذاتي، وآليات التعلم عن بعد، حتى نستطيع أن ننقل هذا التلميذ من هذا الجو المشحون بالخوف والهلع على صحته، والخوف والترقب على تحصيله المعرفي ومصير الموسم الدراسي. صحيح أن الوزارة الوصية وبفضل أطرها التربوية والإدارية أقدمت على هذه الخطوة بالتوقف الحضوري للتلاميذ لمتابعة الدروس في المؤسسات التعليمية وعوضته بالتعليم والتعلم عن بعد؛ فهذا ليس كافيا وإنما ينبغي أن تضيف إلى ذلك برامج مساعدة تفتح باب الأمل والتفاؤل أمامه، وتخلق بيئة مناسبة لتحصيل التعلمات المقدمة عبر التلفاز أو الشبكة العنكبوتية حتى يكون لها أثر إيجابي في حياة الطالب والتلميذ المغربي وتأهيله، وتكوينه، والرفع من كفاءته، وقدراته، ومؤهلاته حتى يستطيع الانخراط في محيطه، وخدمة أهله ووطنه. [email protected]