مستهل قراءة رصيف الصحافة الخاص بالجرائد الأسبوعية من "الأيام" التي أفادت بأن المغرب، على الرغم من غياب إعلان رسمي، قد دخل المرحلة الثانية من انتشار جائحة "كورونا" على مستوى التراب الوطني، وأن عددا كبيرا من الإصابات محليّ وليس من الوافدين. كما ذكّرت الأسبوعية بأن تقديرات وزارة الصحة، قبل انطلاق الحرب الشرسة ضد الفيروس، كانت مرتفعة بشأن المرور إلى "المرحلة الثانية"؛ بينما استبعدت المرحلة الثالثة وما تحمله من "عدوى جماعية" تصل بعدد المصابين إلى 10 آلاف شخص. وإلى السوسيولوجي أحمد شراك الذي قال، في حوار مع "الأيام"، إن العزل الاجتماعي الذي تقتضيه "محاربة كورونا" يدفع إلى التساؤل حول التغيير الذي سيحدثه الإلزام داخل الأسرة، هل سيكون على المدى المتوسط أم سينتهي بعد رفع الحجر؟. واستنادا على ملاحظات أولية، قال الخبير إن الحجر الصحي قادر على تغييرات طفيفة في بنيات الأسر المغربية، وسينتج ثقافات جديدة على المستوى الصحي والسلوكي، أو التعامل مع الآخر بتجاوز العناق دون مناسبة. وأضاف شراك أن التعامل مع "كورونا" يمكن أن يسفر عن تداعيات عديدة؛ لكن المغرب سبق إلى سياسة وقائية، في مقدمتها الصندوق الذي استحدثه الملك محمد السادس، في مراهنة على لملمة جراح الفئات الهشة التي ترى أن بقاءها في المنازل غير مُجد. أسبوعية "الأيام"، كذلك، أوردت أن المجلس الوطني للصحافة غاضب من الغموض الذي يلف مشروع قانون يفرض رقابة مشددة على النشر في مواقع التواصل الاجتماعي، بينما قال مصدر مقرب من رئيس الحكومة إن النص ما زال يخضع للدراسة. وأضاف المنبر الورقي أن التساؤل يطرح حول الجدوى من جعل الحكومة تصادق على مشروع القانون قبل تضمينه الملاحظات المثارة بخصوصه من طرف لجنة تقنية وأخرى وزارية أحدثتا لهذا الغرض. "الأيام" شددت على أن المشروع لم تتم إحالته بعد على مجلس النواب، تفعيلا للمسطرة التشريعية؛ بينما يرى المجلس الوطني للصحافة أن التحرك أغفل أخذ رأي المؤسسة، أما الحكومة فترى أن التشريع لا علاقة له بالصحافة وإنما يتصل بالجريمة الإلكترونية. ونقرأ في العدد الجديد من "الوطن الآن" وصفات لطرد الكآبة في زمن حالة الطوارئ الصحية، التي أفضى إليها انتشار "فيروس كورونا". وقال الطبيب النفساني يوسف محي، بخصوص كيفية تجنب التأثير السلبي للعزلة، إن الثقة في المصادر الرسمية يساعد على تحقق هذا المبتغى، وتكذيب من يقومون بنشر الأخبار الزائفة. الخبير عينه أضاف أن المواطن مطالب بمواجهة "كورونا" عبر البقاء في بيته؛ مع تنظيم وقته وكأنه ليس في عزلة، ويحافظ على استعمال الزمن الذي اعتاده، بينما من يعانون أصلا من مشاكل نفسية عليهم الاحتياط من انتكاسات. أما الدكتور أبو بكر حركات فقد ذكر، في تصريحه ل"الوطن الآن"، أن أقوى الشخصيات تتأثر حين توضع في عزلة، إذ يمكن للإنسان أن يبقى أياما منفردا؛ لكن إلزامه بذلك يشعره بالاشمئزاز، ويجعله مائلا إلى الرفض. وزاد حركات أنه ينبغي، على الخصوص، أخذ جرعات كافية من الهواء عبر الشرفات والنوافذ، والقيام بحركات رياضية، وعدم التقيد بمواقع التواصل الاجتماعي على مدار الساعة، والتمتع بالألعاب مع الأطفال. رابح التجاري، طبيب نفسي أيضا، قال إنه ينبغي احترام التدابير الاحترازية التي كشفتها وزارة الصحة، ولا بد من التأقلم مع كل ذلك حتى يتم تجاوز فترة الخطر المحدق بكل المجتمع. وأضاف الأخصائي أن الضرورة تقتضي من الجميع أن يتم التعامل مع الاحتياطات من تفشي "فيروس كورونا"؛ حتى يتمكن البحث العلمي من القضاء عليه، وتوفير الأمصال والأدوية المناسبة لهذه الحالة. "الوطن الآن" أشارت، في حيز آخر، إلى أن أصواتا عديدة مهتمة بالحقل الطبي شنت ضغطا من أجل ضرورة استعمال "الكلوروكين" في معالجة المصابين ب"كوفيد 19" على صعيد المغرب. وقد لعبت هذه الأصوات دورا فعالا في استعمال هذا العقار تحت مراقبة الأطباء وبإشراف منهم، خاصة أن الشركة المصنعة ل"الكلوروكين" لها فرع نشيط على مستوى المملكة. الختم من "تيل كيل" الفرنكوفونية واستضافتها لعمر علولة، الطبيب في مستشفى الشيخ زايد، حيث قال إن التعامل مع المحتمل إصابتهم ب"كورونا" يتم، من باب الاحتياط، وكأنهم كذلك حتى تثبت الفحوصات العكس. وأضاف الطبيب أن التعامل في الأول كان يتم مع حالة أو اثنتين يوميا، كمعدّل، بينما يتم حاليا التعاطي مع عشرات الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس "كوفيد 19"، وتتأكد كل يوم إصابة شخص أو اثنين من هؤلاء. علولة زاد، في التصريح نفسه، أن طواقم المستشفى تعمل من الساعة الثامنة صباحا إلى الحادية عشرة ليلا، بينما يضطر عدد كبير من الأطباء إلى البقاء مرتبطين بهواتفهم؛ وهو ما يحرم الجميع من فترات نوم كافية لاستعادة الحيوية.