أصدرت الحكومة الصينية دليلاً إرشادياً للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد، أعدّه الفريق الطبي الذي أشرف على عمليات علاج المصابين بالوباء، عبارة عن أسئلة وأجوبة ضُمّنَت في كتيّب معمم على الحكومات والأفراد، من أجل الاستفادة من تجربتها في محاصرة واحتواء تداعيات "كوفيد-19". ففي ظل سماح وزارة الداخلية المغربية بخدمة التوصيل المنزلي، يُطرح سؤال بشأن توفر الشروط الصحية في الوجبات السريعة، حيث يشير الفريق الطبي الصيني إلى وجود حالات أصيب فيها الطهاة بعدوى المرض، دون أن يكونوا على علم بذلك، ويعد انتقال الرذاذ في الهواء أحد طرق العدوى. لذلك، إذا كان الطهاة لا يستخدمون الكمامات الطبية عند إعداد الطعام، فقد تحمل الأطعمة الفيروسات، وإذا كان بائع الأطعمة مصاباً بالفيروس، فمن الممكن أن تحمل هذه الأطعمة الفيروس أيضا، وفق مضامين الكتيّب، الذي أورد أن الفيروس التاجّي حساس تجاه الحرارة؛ ومن ثمة نحتاج إلى درجة حرارة عالية جدا أثناء طهي الطعام. ولا بد كذلك، حسب فريق الخبراء الصيني، من الحفاظ على درجة حرارة معينة أثناء عملية تسليم الأطعمة، وبذلك يصبح احتمال بقاء الفيروس منخفضا جدا، وحتى ولو بقيت كمية صغيرة منه، يكون من الصعب الوصول إلى مرحلة العدوى، وهذا يعني أن احتمال الإصابة بالفيروس الناجم عن الوجبات السريعة منخفض جدا. وبعبارة أخرى، تبعا للحكومة الصينية، يمكن القول إن الوجبات السريعة آمنة بشكل عام، ولكن لا بد من اختيار متجر جيد يلتزم الحد الأدنى من الضوابط الصحية اللازمة للوقاية، وهذا بدوره يتطلب أن تكون اللحوم المستخدمة طازجة وصحية ومطابقة لجميع المعايير المطلوبة، فضلا عن ضرورة مسح كيس التغليف بالكحول الطبي وغسل اليدين جيدا قبل البدء بتناول الطعام. وبخصوص الطرق الصحيحة لغسل اليدين، يدعو الفريق الصيني إلى القيام بذلك تحت المياه الجارية، مع خلع ما نرتديه من ساعات أو مجوهرات ورفع الأكمام حتى منتصف السَّاعد، واستعمال الماء الساخن وترطيب اليدين، ثم فركهما خمس مرات على الأقل لمدة لا تقل عن 15 ثانية، وترك الماء الجاري يمرّ على المعصم واليدين حتى أطراف الأصابع، وإنهاء العملية بتجفيف اليدين. ويجب غسل اليدين، وفق الفريق الصيني، بعد السعال والعطس، وقبل وأثناء وبعد إعداد الطعام، وقبل وبعد إرسال أي ملف، وقبل الأكل، وبعد استعمال المرحاض، وعندما تكون اليدان متسختين، وبعد التواصل مع الآخرين عن طريق اللمس أو المصافحة، وبعد لمس الحيوانات، وقبل الخروج وبعد العودة. وللوقاية من عدوى الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس "كورونا" المستجد داخل المنازل، يوصي الخبراء بزيادة الوعي الصحي وممارسة التمارين الرياضية بشكل صحيح، وعدم البقاء مستيقظا حتى وقت متأخر من الليل، إلى جانب الحفاظ على عادات النظافة الشخصية الصحية، وتهوية الغرفة والحفاظ عليها مرتّبة. وبالنسبة إلى طرق الوقاية في الأماكن العامة، ينبغي تجنب الاتصال بحيوانات المزرعة والحيوانات البرية دون أخذ الحيطة، ثم الحفاظ على التهوية الجيدة بشكل مستمر في أماكن العمل، وتغطية الأنف بالمناديل عند السعال أو العطس مع رميها في صناديق القمامة المغلقة فورا، وغسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو بالماء والمطهر اليدوي. وعند العودة إلى المنزل من الخارج، يجب التخلص من الكمامات المستخدمة عن طريق وضعها في أكياس القمامة، ورشّ كمية مناسبة من الكحول الطبي في أكياس القمامة وغلقها بإحكام، وكذا تعقيم الهواتف المحمولة والمفاتيح عن طريق رشّ القليل من الكحول الطبي عليها ومسحها باستعمال المناديل الورقية. كما يجب تنظيف المنتجات التي تم شراؤها وجلبها إلى المنزل، وذلك عن طريق غسلها أو رشّها بالكحول الطبي أو تعقيمها، ثم تعليق الملابس التي تم خلعها على النافذة، مع فتح النافذة للتهوية، وغسل اليدين بالماء والصابون بسرعة، عبر الالتزام بطرق الغسل الصحيحة المشار إليها أعلاه. ووفق الفريق الطبي، فإن فترة حضانة الفيروس تمتد من ثلاثة إلى سبعة أيام في أغلب الحالات، ولكن بعض الحالات تشير إلى أن فترة اكتشاف الإصابة بالفيروس يمكن أن تتراوح من يوم واحد إلى 14 يوماً، على أساس أن معظم الحالات تكون بحالة جيدة، بينما تشخيص كبار السن وذوي الأمراض المزمنة ضعيف، في حين الإصابة لدى الأطفال خفيفة نسبيا. لذلك، يطالب فريق الخبراء بالحفاظ على بيئة نظيفة وتهوية جيدة، حيث يجب فتح النوافذ على الأقل ثلاث مرات في اليوم، ولمدة 20 إلى 30 دقيقة في كل مرة، فضلا عن اتباع النظام الغذائي المتوازن والعمل المنتظم والراحة وتجنب الإجهاد وتعزيز اللياقة البدنية. وبخصوص "التهافت" على المطهرات والمعقمات من لدن الأشخاص، نبّه الكتيّب إلى عدم تخزين الكثير من الكحول الطبي في المنزل، لأن ذلك قد يؤدي إلى مخاطر على السلامة العامة ويهدد باندلاع الحريق، ومن ثمة من الأفضل استعمال قطعة قماش نظيفة مغمسة بالكحول الطبي لمسح أدوات المنزل، مع التأكد من فصل الأجهزة الإلكترونية من مقبس الكهرباء.