حذرت السلطات الطبية في إسبانيا من أن الأسوأ في فيروس كورونا (كوفيد 19) برابع أكثر الدول تضررا من الوباء العالمي لم يأت بعد، وطالبت المواطنين بالبقاء في منازلهم لأن الوباء لم يبلغ ذروته بعد. وقال وزير الصحة، سلفادور ايلا: "الأوقات الأشد صعوبة قادمة"، مضيفا خلال مؤتمر صحافي: "سنستمر في رؤية زيادة في الحالات في حين تقترب في الأيام المقبلة ذروة الوباء". وقبلها بفترة وجيزة، تم الإعلان عن آخر حصيلة الإصابات الرسمية بواقع 17 ألفا و147 حالة مؤكدة و767 وفاة (منها 209 أمس)، في حين يصارع 939 شخصا للنجاة بحياتهم في وحدات العناية المكثفة. وتعافى ألف و107 أشخاص من الفيروس في إسبانيا. في هذه الأثناء، يتواصل تركيز الاهتمام على تفشي الوباء الذي يتم رصده في دور المسنين في كل البلاد، حيث تم إعلان 60 وفاة في هذه الدور خلال آخر يومين. وأعلن النائب الثاني لرئيس الحكومة، بابلو إيغليسياس، عن إرسال فوري ل300 مليون يورو لمساعدة المهمشين: المشردين والذين يعتمدون على المساعدات الاجتماعية والمقيمين في دور المسنين. وتعلن الحكومة يوميا عن إجراءات رد لمواجهة ذروة انتشار الوباء، مثل توزيع الأدوات الطبية وأدوات الحماية. وبدأت منطقة مدريد، الخميس، في استخدام أول فندقين تم تحويلهما إلى مستشفيين طبيين لرعاية المرضى الذين يعانون من أعراض طفيفة بهدف توفير أسرة في المستشفيات الممتلئة بسبب تفشي المرض في العاصمة وضواحيها. وتتضمن الخطة أن يتم استخدام 40 فندقا بسعة تسعة آلاف غرفة خلال أسابيع قليلة، على أن يشرف عليها أطباء من المتخرجين حديثا. كما أعلن ايلا عن انضمام ثمانية آلاف طبيب و11 ألف ممرض للجهود الطبية كانوا خارج الطاقم الطبي، وكذلك سبعة آلاف طالب في السنوات الأخيرة في كليات الطب، و10 آلاف في كليات التمريض. وقضى الإسبان خمسة أيام في العزل داخل منازلهم، عدا من يضطرون إلى الذهاب إلى المستشفيات والمتاجر والصيدليات والمتاجر الرئيسية والشركات التي لا يستطيع موظفوها العمل من المنزل. وطالب سيمون المواطنين بتحمل التوتر والانضباط في تطبيق العزل المنزلي. وفي كل يوم، يخرج المواطنون إلى الشرفات ويطلون من النوافذ الساعة 20.00 بالتوقيت المحلي لتشجيع بعضهم البعض، وتشجيع أطبائهم وممرضاتهم. وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو لتشجيع المواطنين بعضهم البعض، وكذلك لأحد ضباط مكافحة الشغب وهو يحاول تدريب الأطفال المتواجدين في الشرفات على ممارسة التمارين البدنية، ولعمال وهم يرقصون على إيقاع أغنية "سأنهض"، التي أصبحت أكثر الأغاني انتشارا حاليا، بالإضافة إلى صور لجنديين يحملان الطعام إلى امرأة مسنة كانت تسير باستخدام عكازين. ونشر الجيش الإسباني أكثر من ألفين و600 جندي في نحو 60 مدينة لمراقبة الوضع، والمساهمة في أعمال التطهير بالمستشفيات والموانئ والمطارات ومحطات القطارات. وتنشر مختلف أجهزة الشرطة يوميا 10 آلاف دورية في الشوارع. واعتقلت الشرطة، الأربعاء، 60 شخصا لعدم مسئوليتهم، وفرقت تجمعا في كنيسة بمدريد كان يضم نحو 50 شخصا، حسبما أعلنت السلطات.